الأحد، 9 أغسطس 2020

د.فواز عبد الرحمن البشير/أرجوزة

أرجوزة : هاجس ذي البال

أرّقَ ليلي هاجسٌ ذو بالِ. أشغلني عنّي وعن عيالي
وكلما أبعدته ُ عن بالي يرجعُ لي في الحالِ كالصلصال ِ
يقولُ لي : أسرفتَ بالأفعالِ ولم تقصّر ثمَّ بالأقوالِ
إلى متى أنتَ كعلجٍ خالِ. تعبثُ في الدنيا كما الأطفالِ
القبرُ بيتٌ غصَّ بالأهوالِ تدخلهُ بثوبِ ذلٍّ بالي
إلى متى فكرُكَ عنهُ سالي والظهرُ منكَ ناءَ بالأحمالِ
ويلكَ إن قُيّدتَ بالأغلال ِ. ويلكَ إن سُلسلتَ بالسلسالِ
تُجَر ُّللسعيرِ في سربالِ بمهجةٍ تهتزُّ كالزلزالِ
ولا مغيثَ حينها أو غالي       لا نصرَ من عمٍّ ولا من خالِ
أفق إذاً من سكرة ِالجهّالِ            ولذ برحمنٍ رحيمٍ عالي 
ذي عزّةٍ وقوةٍ مفضالِ                 إذا تجلّى فيكِ بالجمالِ 
أعطاكَ ما يشاء ُمن نوالِ         فصرتَ بحرَ العلمِ كالغزالي 
أو صرتَ معدوداً من الأبدال ِ.   متى تفيقُ أو متى تبالي؟ 
متى إذاً تبحثُ عن كمالِ       يا طينةً قُدّت من الصلصالِ 
لوكانتِ الذنوبُ كالجبالِ.              يغفرها الإلهُ ذو الجلالِ 
فتب عن الذنبِ بلا تعالِ.     وجد على الخلقِ ببعضِ المالِ 
ليتكَ قد أجبتَ عن سؤالي             لربّما تنجو من الإذلالِ 
عند الحساب ِ وجنى الأعمالِ      وعندَ غلقِ البابِ بالأقفال ِ
هل لكَ غيرُ اللهِ مَن تُوالي؟       وأحمدٍ والصحبِ ثم الآلِ؟ 
فتب فلم يبقَ سوى ليالِ               ولا تلذ بالشكِّ والآمالِ 
يا ربِّ أنتَ عالم ٌ بحالي.          فاغفر فأنتَ دائمُ الإفضالِ 

د فواز عبدالرحمن البشير 
سوريا 
٣-٨-٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق