الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

يحيى الهلال/أين العيد

***** أين العيد *****

لبسَ السّوادَ وحامَ حولَ خِيامنا
والدّمعُ يُغرقُ ظِلّهُ مُتحسِّرا

كُلّ الخيامِ مليئةٌ بمرارةٍ
جعلَتْ مكانِ الأُنسِ فيها مُنكَرا

فِقلوبُنا مُلئتْ بألوانِ الأسى
وعيونُنا قد عافها طِيبُ الكرى

كُلّ الوجوهِ تغيّرتْ قَسَماتُها
أضحَتْ بحالٍ خِلتَهُ مُتنكّرا

ذاكَ الفتى من هولِ فاجعةٍ غدا
كَهلًا وضاءَ الشّيبُ فيهِ مُبَكّرا

جيشُ الأراملِ والثّكالى مُتعَبٌ
لَزِمَ الدّموعَ مُجندلًا مُتعثّرا

وبراعمٌ ظمأى يلوكُ قلوبَها
ضيمٌ ونُكرانٌ غدا مُتذمّرا

يا عيدُ عُدْ ... أعيادُنا بِشتاتِنا
حُزنٌ يفيضُ على الوجودِ ليغمُرا

مِن أينَ نأتي بالسّعادةِ وَالهَنا
والبيتُ يَسكنُهُ الغريبُ مُعسكِرا

أرضي بنى فيها الخرابُ مَنازلًا
وغدتْ جِنانُ الخُلدِ موتًا أحمرا

العيدُ عندي... أن تعودَ طُيورُها
   يومَ اجتثاثِ البغيِ منها صاغِرا

= بقلمي: يحيى_الهلال
          3/8/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق