الجمعة، 4 فبراير 2022

حمودة الجبور/ هزلت

( هَزُلَتْ).…

( هَزُلَتْ)إذا المَفصومُ صارَ مُنَظِّرا
وإذا الَّلئيمُ على الكَريمِ تَكَبّرا

وإذا أخو الزّلاتِ باتَ مُكَرّماً
وأخو الحَقيقَةِ يُزدرى بَينَ الورى

وإذا الأنوفُ بِشَمِّ شَوكٍ أزْكِمَتْ
والضَّوْعُ في وَردِ الخَميلِ تَقَهقَرا

في حَضرَةِ التّدليسِ يَخدَعُ باطِلٌ
والحَقُّ ما قد غابَ لن يتأخّرا

الظُّلمُ عَتْمٌ والحَقيقَةُ قَمْرَةٌ
والصُّبحُ من لُجَجِ الظّلامِ تَطَهّرا

لا تَعتَمِدْ خَبَراً تَسَرَّبَ طارِئاً
حتّى تَحَقَّقَ عَنهُ مَن قد أخبَرا

فَفَمُ الزّمانِ كثيرَةٌ أنباؤُهُ
ولكَمْ بِسَمعٍ لِلوُشاةِ لَهُ انبَرى

لا يَخدَعَنْكَ عُلُوُّ صَوتِ مُخادِعٍ
لِلصّوتِ رَجًعٌ ما الإناءُ تَقَعّرا

وترى الضّبابَ يُحيطُ أرجاءَ الدُّنا
فإذا تُباغِتُهُ الشُّموسُ تَبَخّرا

كم بائِعٍ خَسِرَ الرِّهانَ بَسِلعَةٍ
لكنّما مَلَكَ الزِّمامَ مَنِ اشتَرى

الغُنْمُ ليسَ يُطالُ لو أنكَرتَهُ
ولَمَن دعا لِلخَيْرِ لن يتَعَثّرا

حُجُبُ الغَياهِبِ تستثيرُ مُغامِراً
لِينالَ منها ما لَهُ قد قُدِّرا

صَخَبُ الحَياةِ يَصُمُّ عنهُ عَواقِلٌ
والمُستقيمُ غدا لِأرضٍ مِحْوَرا

وأصيلُ شَهْدٍ من صَنيعِ طَبيعَةٍ
ولَكَمْ بِمَغْشوشٍ تقاطَرَ سُكَّرا

العَينُ تُبصِرُ في النّهارِ طَريقَها
ولكم تَنوءُ مَشَقَّةٌ بابنِ السُّرى

بعضُ الورى يقضي الحَياةَ مُطَلْسَماً
وكأنَّ عَقلاً فيهِ باتَ ( مُشَفّرا )

عن غابِرِ الأزمانِ يَروي قِصَّةً
نُسِجَتْ كما الأحلامِ في جَوْفِ الكَرى

مَدَداً يُرَجّي من عَقيمِ جَهالَةٍ
ولِواقِعٍ دَهَمَ الحياةَ تَنَكّرا

لِتزيدَ فيهِ التُّرَّهاتُ غَشاوةً
فلهُ عُيونٌ لا تُصَدِّقُ ما تَرى

الغُصنُ يدعو الإبتهاجَ بِناظِرٍ
والجَذرُ كم عانى لِيَختَرِقَ الثّرى

حموده الجبور /الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق