السبت، 19 فبراير 2022

ابراهيم بدوي/ تربة الذل

تربة الذل

ولَّى زمانُ المخلصين مودِّعاً
أمجادنَا والدمعُ يبكي ما جرى

وبغفلةٍ صوتُ الخيانةِ قد علا
في ثوبِ ذلٍّ بات أقبحَ منظرا

في تربةِ الذُّلِّ المهانةُ أنبتت
زمنُ الكرامةِ قد تَكَفَّنَ في الثَّرَى

وحُثالةُ الأُجَراءِ بحبالِهم
سحروا عقولَ الناسِ كيداً يُفتَرَى

كلُّ الحقائقِ عندهم قد زُيِّفت
ومكارمُ الأخلاقِ صارت مُنكَرَا

مثلُ الأفاعي حين تسلُخُ جلدَها
يتبادرون لكلِ إفكٍ مِنبرَا

والصِّدقُ أضحى عندهم كبضاعةٍ
    في كلِ ميدانٍ يُباعُ ويُشتَرى

فاليومَ إيمانٌ يوافقُ مطلباً
            وغداً يكونُ الكفرُ فِكراً نَيَّرَا

قد أبدعوا نَهْجاً خبيثاً مثلَهم
              كفرٌ وإيمانٌ معاً قد سُطِّرَا

هل هم مجوسٌ يعبدونَ اثنينِ من
             نورٍ وإظلامٍ هُما ياهل تُرى

نَهَجُ الحقارةِ والظلامِ سبيلُهم
        والجهلُ رائدُهم فيا عجباً نرى

لكنَّها أضغاثُ أحلامٍ بدت
        في ليلهِم قد أوشكت أن تُقبَرا

وغداً صباحُك أُمَّتي قد ينجلي
              فالليلُ يعقبُهُ النهارُ مُبشِّرا

إبراهيم بدوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق