الاثنين، 3 يوليو 2023

 أيا قدس 

بحر المُتقارب

""""""""""""


بقلبي هواكِ عميقاً غدا

كبحرٍ تهادى بعيدَ المدى


تلاطمَ موجهُ مثلَ الجبالِ

يُطاردُ أطيافَ نورٍ بَدا


فيعزفُ قلبيَ لحنَ الخلودِ

لحبٍّ شفيفٍ كقطرِ النّدى


ورودٌ تفتّحُ تُبْهي الدروبَ

فراشاتُ تلهو ..كنارٌ شدا


فتشدو الطيورُ بصوتٍ عذيبِ

بأنغامِ قلبيْ … وما غرّدا


خيالي يحلّقُ في اللاحُدودِ

ويرسُمُ ذاكَ البَها سَرْمَدا


قبابٌ تجلّى بروحِ الزّمانِ

تعلّقْتُها .. قبلَ أن أولدا


وتنبضُ في القلبِ فهيَ الحياةُ

وليستْ جماداً ولا جُلمدا


أُنادي وليلي طويلُ طويلُ

وشوقي تمادى وكم أَجْهَدا


أُنادي أُنادي ولا من مُجيبَ

يعيدُ ندايَ سحيقُ الصّدى


فأرنو بعيني إليكِ هناكَ

لِيهْنا فؤادي وكي يسعدا


إذا ما حضنتُ بعيني الجمالَ

فسبحانَ ربّي الّذي أوجَدا


كشمسٍ تبدّت بثغرِالصّباحِ

فعزّ مثالُكِ …. أن يوجدا


وحبُّكِ عندي كفرضِ الصّلاةِ

وذكراكِ … قلبيَ  قدْ خَلّدا


طُيوفاً تمرُّ بيَ الذكرياتُ

كحُلْمٍ جميلٍ بدا مشْهدا


تنزّلتِ آياً بطُهرِ الكتابِ

ومعراجُ أحمدَ نورِ الُهدى


وبابُ السّماءِ .. وبيتُ الخلودِ

حضنتِ بحبٍّ هُنا المسجِدا


ففيهِ الكرامُ أقاموا الصّلاةَ

وأمَّ الحبيبُ بِهِمْ سُجّدا


أعودُ لمجدٍ حواكِ هناكَ

فكمْ مرّ دهرٌ … لكِ مجّدا


وكنتِ كعرشٍ بهيَّ السناءِ

عزيزاً سما … للعُلى أمْجَدا


أيا قدسُ إنّي مشوقٌ وبُعدي

أحالَ وجودي هباءً سُدى


غريبٌ مُضاعٌ وقلبي جريحٌ

وآمالُ عمري … أراكِ غدا


تُراهُ يحنُّ عليّ الزّمانُ

بلقياكِ قبلَ اقتطافِ الرّدى


لِروحٍ تُفاديهِ طُهرَ ثراكِ

فكلّي فِداكِ ونعمَ الفدا


عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق