الاثنين، 29 أغسطس 2022

الشاعرة الفلسطينية مها محمد/الجرح الدامي

الجرح الدَّامي 

نزيفُ الجرحِ يعلو كُلَّ صخر 
فهل  لضمادةٍ وقفٌ لنهْرِ

بدمعِ القلبِ يبكي كُلُّ حُرٍّ
فقد جفت دموعٌ  بعدَ نحْرِ

فمن يا غزَّةَ الأحرارِ منَّا
 سيلقى من عجائبِ كُلِّ صبْرِ؟!

على الأعتابِ آلامٌ وقهرٌ
لصمتٍ قد يُعابُ ككلِّ عُهْرِ

أما في العُربِ أشبالٌ كجدٍّ 
إذا ما سارَ  آباءٌ  كقبْرِ

فيا أسفا على ماضٍ تولَّى
 بكلِّ كرامةٍ جفَّت كصخْر

إذا ما ذُلَّ عالٍ عندَ صفوٍ
 من اللَّذاتِ عادَ بكلِّ شرِّ

ليبني كُلُّ مهزومٍ جداراً 
ويحسبُ أنَّهُ أضحى كصقْرِ

ويَضربُ بالمثالبِ كُلَّ وجهٍ
 ليبقى شامخاً في كُلِّ دحْر

وقد نادت حرائرنا بقدسٍ 
 فكانَ الصَّمتُ يعلو  كُلَّ صهْر

فلبينا النِّداءَ وكانَ ضربٌ 
 بكلِّ عزيمةٍ  من  كُلِّ  حُرِّ

سنرشقُ كُلَّ بلداتٍ لجرذٍ
تخبَّأَ في الملاجئِ بعدَ صَفْرِ

صو..ا..ري..خُ المقاومِ لاتبالي 
 بمن  قد كادَ  إخواناً  بكَفْر

فتحرقُ قلبَ صه..يو..نٍ بنارٍ
 وها قد جُنَّ من تدميرِ قفْر

فترمي  كُلَّ  أحياءٍ  بضربٍ
 من الجوِّ المدمِّرِ  كُلَّ  قصْرِ

فما رحمت  لنا شيخاً مُسنَّاً 
ولا طفلاً  يُهدهَدُ  بالمُدِرِّ

وشبانٌ كوردِ الحقل تترا
 لمشفى فيهِ مكلومٌ بكسرِ

وعيدٌ للشهيدِ بدا كعرسٍ 
 يودِّعُ  كُلَّ محبوبٍ  لقبرِ

أباركُ للَّذي يحظى بخلدٍ
بجنَّاتٍ لها من كُلِّ عصْرِ

شبابٌ نالَ أغلى ما تمنَّى
ودنيا لا تجودُ بكلِّ نصْر

إذا حكمَ الجبانُ وعاثَ ظُلمٌ 
 فردٌّ قد يجودُ بغيرِ صبر

ومن ركبَ الشَّوامخَ ليسَ يدري
نهايةَ ما يؤولُ لكلِّ صدْرِ

وللأحرارِ دربٌ غيرُ سهلٍ 
إذا ما  نالهُ  قربٌ  بضُرِّ

ولاءٌ بعدَ داءٍ كانَ صعباًً 
وأعوامٌ مضت مع كُلِّ حصْرٍ

إلهي ما لنا غيرُ استباقٍ 
لمحو العارِ عن قدسٍ كصِفْرِ

وأنت مجيرنا في كُلِّ حربٍ 
 لشيطانٍ تعدَّى كُلَّ هَصْر

يرى قتلاً يوازي كُلَّ  مالٍ 
 بمعركةٍ  تبوءُ  بكلِّ  خُسرِ

وها قد زادَ من ضربٍ لشعبٍ
 بكلِّ ضراوةٍ تسعى لِضُرِّ

فلا شجرٌ ولا حجرٌ سيبقى
 بُعيدَ القصفِ من بَرٍّ وبحْرِ

فصلِّ على الحبيبِ وآلِ بيتٍ
 وكلِّ مؤازرٍ  يدعو  بنصر

البحر الوافر 
بقلمي
الشاعرة الفلسطينية/مها محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق