الأحد، 29 أبريل 2018

قصة قصيرة جداً(رجولة طفل): حضرت إليَّ صبيحة هذا اليوم في مركز ابن البيطار سيدة في الستينات من عمرها , كانت تأخذ بعض العلاجات , شممت في عينيها علامات الحزن والأسى , وكأنها تقاوم دمعة , ووجدت أن الاستجابة للمعالجة هذا الأسبوع قليلة , فسألتها عن سبب ذلك؟ فالت: لقد أستشهد ابني حمادة يوم الجمعة الماضي في فعاليات مسيرة العودة , شرق جباليا , قلت لها: ولكنك لا ولد لك ولا بنت؟! قالت: حمادة أكثر من ابني هو ابن الجيران , لكنه كان يلبي كل طلباتي , ويتعفف عن أي مقابل ولو محدود , مازال بقايا الماء المفلترالذي اشتراه لي في الخزان , لا أشرب منه لئلا ينتهي , أحب أن يبقى ذكرى منه , قلت لها: هل كان يختصك من دون الناس والأهل بالمساعدة؟ قالت: لا , كان يلبي حاجة كل طلبه من الأهل والأقارب والجيران , كان من أحسن الناس وألطفهم , رحمه الله ... خرجت ودمعاتها تتحرر واحدة تلو الأخرى من عينيها , ناولتها كوباً من الماء , ومضت ...فلحقت بها , وقلت لها: لكنه لم يستشهد الجمع الماضية شاب بهذا الاسم؟! قالت: هو الطفل محمد أيوب في منتصف العقد الثاني من عمره ... شحدة خليل العالول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق