الأربعاء، 22 يناير 2020

ويا حياء الوجه ثوبُك الغممُ والعيون تنضحُ من القلب الحِممُ . ويا سورية الشام أمسحي عن وجهُكِ غمامة الركام . كُل شعبُكِ من تُرابُكِ ولِدَ وكُنتِ لهُم خير أمٌ ورحيمٌ . خانوا التُراب أبنائُكِ وقد لطخُ تُرابُكِ من باعُ الذِممُ . كم روت فُقرائُكِ التُراب من دمع عيونهُم والدمُ . وما كان همهُم سوى تحرير التُراب من دنس إرهاب الأُممُ . أبت الطُغاة من أخوتهم إلا أن يُتاجروا بلُقمة أطفالهُم . ومن خلفهُم قضاءٌ يسعى لبيع ما تبقى لهُم من حُلمٌ . كُلٌ زادوا الوطن جُرحا وجرح الشُرفاء يزداد ألمٌ . الكُل يستتر بخيمة الوطنية والكُل يلف حولهُ العلمُ . الخائن وطني والقاتلُ وطني والمقتول وطني والكُلُ يغنمُ . أطفالٌ طعامها دمع العيون وشهداء التُراب دمائهم تُلملمُ . كم من ضُعفاء النفوس من أبنائُكِ في أحضان الإرهاب ارتموا . كما يرتمي السوادُ الحالكُ تحت جناح الليل المُظلِمُ . بات همهُم جمع المال وباعوا البلاد بالدولار والريال والدرهمُ . سورية لا يموت الحق أبداً ما دام الدمُ للتُراب كَرمٌ . أتت عورة الزمان تكشِفُ أنصاف الرجال من العرمُ . تتغنى الرجال في الثغور لحن الموت للشهادة تتسابقُ الهِممُ . ومن أقدامهم تروي الأرض دماً ويخرجُ نورالنصر من عيونهم . قلوبهُم تنطِقُ بحق الطُهر للأرضِ ورفع الظُلم عن أرضِ أبائهُم . لم تخرُج الشمس يوماً إلا ومن دم الشُهداء تتعطر الشام . نحملُ أكاليل الوفاء خلف نعوشَهُم ولم نوفيهُم حقهُم . وعلى دمائهُم نحيا وتحيا الأوطان ومن دمائهُم نشتم رائحة العِظام . ومن خلفهُم أشباه الرجال تتزاحمُ على جمع المغانِمِ . كم من العمائر بُنيت في ظلام الليل من مال الحرام . أصحابها لصوصٌ وعرابها القضاء وبالمال تصدُر الأحكام . والبلدية لموافقات مزيفة تراخيص بالملايين والتوقيع جرة القلمُ . كم من مظلومٍ ناضل لحقهِ بات سقيمٌ من ظُلم المحاكم . ترتجفُ الناس سكارى الخوف ميزان العدل بات بينهُم سقيم . ويا أمة الدهر زيدي أوجاعي ودمعة القلب التي لُطخت بالدمِ . لم تعرف الناس الحق أبدا ولم يُكشف سر قلبي الكليم . حملتُ البغي على أكتافي وما وجدتُ من قومي إلا الظُلمُ . لم أبلُغ الشباب حتى أنهكني ظُلم كُل من للقلب ظلمُ . وما بنيتهُ في شقا العُمر قد ذهبَ سرابً كأنهُ حُلمٌ . قد بُحت حُنجرتي على أطلال القضاء كأني أخاطِبُ صنمٌ . أسدل القضاء ستائرهُ في وجهتا وفتح للمال والفساد أبواب النعيم . وقف الظُلمُ في وجهنا وللظُلم أنيابٌ ومخالبٌ وسهمٌ وحسام . والظُلام في محرابنا يصلون ويؤمون الصلاة بنا إمام . لا ارتجفت قلوبهُم ولا بان على وجوههُم الندم . وكأنهُم ملائكة الرحمة ونحن الظالمُ وهُم المظلوم . ويا لِعُهر الزمان على صدور المظلومين تغفوا الظُلام وتنام . تبكي على سُقم الناس وأوجاعهُم وتتناسى بأنها سبب الآلام . ربي وكُل دمعةٍ سالت على خدي أنت بأسرارها عليم . وكُل جرحٍ في قلبي ينزفُ أنت عالمٌ بهِ وأنت الحكمُ . هادي صابر عبيد سورية / السويداء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق