الأربعاء، 5 فبراير 2020
" لو تعلمين" شعر د. أحمد محمود 15 نوفمبر 2019 لو تعلمين لو تعلمين يا درة الروح يا فلسطين لو تعلمين كم ناديتك عبر السنين كم ذبلت في حدائق صدري حقول النرجس والياسمين جف الندى من على سيقانها كجفاف الفم، والجفون والعيون. آه حبيبتي ما عاد أريجها يعانق الغصون ما عاد كالأيام الخوالي يفوح بين أحضان الأفانين وما عاد يهاجر على أجنحة الأثير ما عاد يسافر عاشقاً عبر الربا والبساتين كي يستقر في براري وروابي فلسطين. لو تعلمين القلب يا مهجتي سجين وراء قضبان الحيطان والزنازين تأججت نيران الهوى والحنين وعشعشت بين ثنايا أضلعي أشواك العوسج والأنين أكاد أصاب بالمس والجنون من شدة حيرتي ومن أوجاع جرحي اللعين. لو تعلمين توقفت من بين أضلاعي يا حبيبة الروح والفؤاد عواصف الهجر اللعين وهبات الرحيل والشجون لم تعد تلوذ بالفرار إلى أصقاع الغربة وسكنت في الحشا يا قرة العيون سعر النوى وهدير البراكين لقد غادرت غدائر الضلوع كل الورود والرياحين وعلى قمم "الجليل" السجين بكت مروج السيسبان والدحنون وطال الحنين طال الحنين. لو تعلمين جفت بتلات النسرين وتلاشت خلف أجبال البراكين غادرت على سفائن السنين لست أدري ما العمل يا قرة عيني الجسم يذوي والوجه يشحب ويلين الآن وقد عبرت دهاليز السبعين ودنوت من أطياف نيران الثمانين أقولها ملأ الفم الحمد لله رب العالمين أني كنت وما زلت من اللاجئين الصابرين أني كنت وما زلت من المؤمنين وما زالت تتدفق في قلبي الحزين أنهار الشوق وجداول الحنين وتضخ عبر الأوتنة والشرايين إلى ربا وربوع موطني فلسطين. بقلمي د. أحمد محمود
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق