السبت، 8 يونيو 2019
وعنْ فصل الشّتاء سألتُ ليلى دع الأيّام تزهـــــــرُ بالأماني***لنقْطفَ ما يروقُ من المـــــــجاني مشيْنا في الطّريقِ بهمْسِ خطْوٍ***على طَرفِ الرّصيفِ من الزّمانِ وكنّا نرقــــــــــــبُ الأيّام فيــــنا***ونبحثُ في المكانِ عن الــمكانِ وعنْ فصل الشّتاء سألت ليلى***فكانَ جوابُــها قبْـــــــــــــل الأوانِ وقالتْ لي كلاماً جلّ قولاً***وفيه جرى اللّســـــــــــــانُ مــع البيانِ //// نظرتُ تأمّلاً في جوْف ليلي***كأنّ اللّيــــــــــــــلَ من أعداء أهْلي سألتهُ عن ربـــــــيعٍ فرَّ منّا***وعنْ وطــــــــــــنٍ تبدّد في خــيالي فجاء الرّدّ ضرباً بالرّصاصِ***وشنقاً في المـــــــــــــعاقلِ بالحبالِ وأرْعبني الرّصاصُ ببطشِ نارٍ***تردّدَ وقْعُهُ وســـــــــــطَ الجبالِ فما وجد الرّبيعُ سوى هُروباً***وقد فُقِدَ العـــــــــــــديدُ من الرّجالِ //// بكتْ ليلى وأهلُها في بلادي***وكُبّــــــلتِ القـــــــــــوائـمُ والأيادي وصبّتْ راجماتُ النّار حقداً***فحوّلتِ الحـــــــــــــــياةَ إلى جمــادِ بكتْ ليلى وحقّ لها البكاءُ***وقد هجــــمَ الخـــرابُ على البــــــلادِ وأُدْرفتِ الدّموعُ على خدودٍ***بها التّـــــــفّاحُ أزهرَ في البــــوادي وفي الشّام الأبيّ جرتْ دماءٌ***بضربِ النّارِ فـي وســــط العـــبادِ //// أتى فصلُ الرّبيع من الجنوبِ***فأرْغمهُ الشّـــمالُ على الهــروبِ وما أهلُ الجنوبِ سوى عبيد***وقومٌ من ســــماسرةِ الشّـــــــعوبِ بهائمُ في الخضوعِ قد استمرّتْ***بمشرقِها تســيرُ إلى الغــــروبِ أرادت أن تسافر في المآسي***وتفــرح بالشّـــــــــقاء وبالكــروب وتنعم بالتّقـــــشّف في زمان***يمارسه الشّمال على الجــــــــنوب //// أرى غربهم جــــمع الحسابا***وقرّر أن يعـــــــــــــــاقبنا عقـــــــابا فأرسل في الحروب لنا رعاعا***أشاعوا الرّعب واغتصبوا الحجابا وحوصرت العروبة عبر طوق***أحطّ لــــــــــــسانها وطوى الكتابا وجيّش للمــعارك كلّ وغد***وجنّد من ســــــــــــــلالتنا الكــــــــلابا وبالعمـلاء أخضعنا جميعا***فداس العرض وانتهــــــــــــــك الرّقابا محمد الدبلي الفاطمي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق