السبت، 1 يونيو 2019
في هذا اليوم اقتُلع شعب من حاضره الحميم وفُصل بينه وبين خبزه الطازج كي يتردّى في ماضٍ آت نُصبت لنا خيم هشّة وتغيرت أسماؤنا ختمونا بنفس الختم فأضعنا تمايزنا وأصبحنا كلنا لاجئين - ما هو اللاجيء يا أبي؟ - لا شيء .. لا شيء لن تفهم - ماذا يعني أن تكون لاجئاً يا جدي؟ أريد أن أعرف - أن تكون لاجئاً يعني أن لا تكون طفلاً من الآن فصاعداً لم أعد طفلاً منذ قليل .. منذ أن استطعت تمييز الحقيقة من الحلم لم أعد طفلاً منذ أن عرفت بأن مخيمات اللاجئين في المنفى هي الحقيقة وأن فلسطين من الآن فصاعداً سوف تسكن الحلم لم أعد طفلاً منذ أن جرحني ناي الحنين منذ أن كان القمر يكبر فوق أغصان الشجر وأنا تسكنني رسائل العتمة رسائل إلى البيت المربع وشجرة التوت العالية والحصان العصبي والحمام البري والآبار رسائل إلى خلايا النحل التي كان عسلها يجرحني إلى دربي العشب اللذين يقودان إلى المدرسة وإلى الكنيسة - هل وضعنا هذا سوف يطول يا جدي ؟ لم أتعلم كلمة "منفى" إلا عندما صارت مرادفاتي أكثر ثراء فكلمة العودة هي الخبز اليومي للغتنا عودة إلى المكان .. عودة إلى الزمان عودة من الحاضر إلى الماضي والمستقبل في آن عودة من الاستثناء إلى القاعدة من خلية في سجن إلى بيت من حجر هكذا أصبحت فلسطين كما لم تكن فردوساً مفتوحاً #نافز_ظاهر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق