ارجع حبيبي عينان باكيتان من جورِ الزمنْ ويدان ترتعشان من جرحٍ عَفِنْ والشيخُ يدفعُ عمرهُ ثمناً لما لم يقترفْ بحياتهِ حتَّى دُفِنْ والطفلُ يبكي صارخاً لمَّا رأى روحاً تُراقُ وكسرةُ الخبزِ الثمنْ ارجعْ حبيبي لا أراني جائعاً ارجعْ فما لي غير حضنكَ من وطنْ عيناكَ شاخصتانِ يا أبتي أنا من لي بهذا الموجِ من دونِ السِّفِنْ ويداكَ باردتانِ لا نبضٌ بها هل هذه ما كنت تدعوها الفتنْ من ذا الذي يرعى صغيرك يا أبي بدعائهِ في سرهِ أو في العلنْ ارجع فمن ذا أقتفي خطواتهِ وعلى صغيرك بعد عينك يؤتمنْ ارجع فما تركوا لنا من مالنا ما نشتري بقليلهِ حتَّى الكفنْ ولمن أعودُ إذا دفنتُكَ يا أبي ارجع فقد حرقوا الحديقةَ والسكنْ أمواجهُ كم ضيَّعتْ أحلامَنا زمني وضلَّتْ عن شواطيهِ السُّفُنْ يا أيها الزمن الذي ما ترتوي بدمائنا من شرها فيك المحنْ أقلعْ فقد مات الهنا بقلوبنا لم يزدهرْ في حيِّنا غير الشجنْ أملي تحطَّمَ قبل سنِّ بلوغهِ ما ذقتُ للأيامِ من طعمٍ حسنْ مات الذي في راحهِ مندوحتي فلمن أعود وأشتكي مُرَّ الوَهَنْ عوض الزمزمي مصر