《 تباشيرُ فكر 》
إذا الأقوامُ أخلت بِالعلومِ
وصار الجهلُ ما بين الغيومِ
ونال الزّيفُ والتّزويرُ مِنّا
فهل عِنبٌ سيُجْنى من كرومِ ؟
كبيرٌ ما أكابدُهُ وقلبي
يُلظّى تحت نيرانِ الهجومِ
فأهلُ الفضلِ قد أمسوا بِفَقدٍ
وذو علمٍ بِلا عيشٍ كريمِ
وأهلُ الجهلِ قد أمسوا كِراماً
وذو مالٍ ترقّى لِلنّجومِ
وقد حارت بأهلِ الدّينِ نفسي
وما عاد السّبيلُ بِمُستقيمِ
وقد سيقَ الجمالُ لأهلِ مالٍ
كما القطعانِ ترعى بالنّعيمِ
بنا أضحت مخاوفنا كجزءٍ
من الأنفاسِ في فكرٍ عقيمِ
وذي الأيام تمضُغنا بِقهرٍ
كَمُلهمةٍ بها سُكْرُ البهيمِ
فلا صمتٌ ولا بوحٌ بِحَقٍّ
يزيلُ الهمَّ من صدرٍ كظيمِ
وجُلُّ الفهمِ غُفرانٌ لِذَنبٍ
ويومٌ لا يُكدّرُ بالوجومِ
وهذا ما يراودنا بِدنيا
تخاصمنا على موتٍ قديمِ
وعينُ الناسِ لم تغفل ولكن
ستبقى ضِمن إبحارٍ سديمِ
لماذا الكِبرُ والدّنيا متاعٌ
وأهلُ الكُفرِ في نارِ السّمومِ؟
ونورُ العلمِ منثورٌ كضوءٍ
من الرّحمنِ لِلقلبِ السّليمِ
وأهلُ الخيرِ ما زالوا بِوِردٍ
لهم في الحمدِ آلاءُ النّديمِ
أما آن الأوانُ لِرأبِ صدعٍ
وجمعٍ قد يؤسّسُ من عديمِ
نجاةُ النّاسِ أن يرقوا سوياً
عن الإفسادِ والذّنبِ الأثيمِ
فَلُذ بِالصبرِ عن زيفٍ وجهلٍ
وحُز بالفعلِ جنّاتِ النّعيمِ
وكن بالعلمِ مِعطاءً كَنَبْتٍ
جَناهُ الحبُّ من سوقِ الكريمِ
لِربِّ البيتِ فينا فرضُ شُكرٍ
بِضبطِ النّفسِ عنِ فعلٍ مَلومِ
فجهِّز ردَّ مُشتاقٍ تمنّى
بأنْ يعلي أذاكيرَ العليمِ
وكن بالجهدِ مفتاحاً لخيرٍ
بهِ لِلناسِ فضلٌ من عظيمِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق