فكِّـــرْ
٢-١٢-٢٠١٩
وأنت تكتبُ مقالك
في الصباح
وقبل تناول الفطور
وشرب القهوة مع التبغ
فكِّـرْ بمن ستكتب
فكِّـرْ بضميرٍ حيٍّ ولا تكذب
فكِّـرْ بامرأة تنتظر ابنها
بعد عشرين عاماً في السجن
منذ الفجر تنتظر
ومئاتُ الناس تنتظر
فكِّـرْ بالحمام يطير
فرحاً لما ستكتُبْ
عبِّر عن مكنون المشاعر
واكتب عن سامي
دخل السجن فتى مناضلاً
أمضى من عمره سنوات الحزن
حتى عاد لأمه بالكفن
كيف توقف عنده الزمن
وأنتَ ترتدي ثيابك النظيفة المكويّة
وتمشّط شعرك المنكوش
وتضع معطفاً على كتفيك
فكِّـرْ بمن يعيش في خيم الضياع
في البردِ تحت المطر
خائفاً من ذئاب البشر
لم يرتدي يوماً قبعة
ولم يتعطّر !
وأنتَ تكتبُ أول السطور
فكِّـرْ بما يتواءم
وصمت القبور
وما يتساوى مع الغياب
قبل الحضور
فكِّـرْ بطفل ينادي على امهِ
ليرضع
فكِّـرْ بالبنت تنادي على ابيها
كي يرجع
فكِّـرْ بالجارة تنادي جارتها
ولم تسمع
ينتظرون صدقات عيد الفطر
تأتيهم قبل بزوغ الفجر
فكِّـرْ بهم وانت تكمل اخر لقمة
بالفطور
لا تفكر فقط بأنواع البدلات
وتلك العطور
ولا تلك الفلل الفارهة
ولا اصحاب القصور
فكِّـرْ بالمخيمات واهلها
فكِّـرْ بالمشردين المنهكين
فكِّـرْ بمن كان يوماً عزيزاً في بلده
فأجبره الغزاة ان يترك كل شيء
ويرحل
خاف على من تبقى من أسرته
وتوكّل !
فكِّـرْ بالأطفال الذين لا يذهبون
للمدارس
فكِّـرْ بالبنات المحرومات
من حقوقهن
وقد صرنَ بحسب تلك اللوائح
العوانس
فكِّـرْ بالآلاف من الشباب
العاطل عن العمل
فكِّـرْ بهم وكيف تنتهي سيرتهم
عند تلك الجُمَل
فكِّـرْ بشكلِ المقالة
وهي تغرق بصورٍ عنهم
فكِّـرْ بالبيوت التي تهدّمُ كل صباح
في القدس
بالمنازل التي دفع أصحابها دمهم
ثمناً لها
في القدس بيوتٌ لها تاريخ
فكِّـرْ وهي تهدّم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق