الأحد، 29 ديسمبر 2019

( فشهقتي محملة بالعود الهندي ) 
آن لي أن ألقِّن الحيتان
 درسا في الغرق
فسفينتي ليست بالتيتانك
وبحقيبتي أوراق الرياح
وبوصلة الياسمين
ومبضع العاشقين
لم أعبأ بالخسوف والكسوف لأني
أدرك ما ورائهما
ولن أهرول في شوارع البله والخوف
لأصرخ راجيا بعين الصنمية :
يا سيدنا يا عمر، فك خنقة القمر
صه أيتها الأصوات التي تتشابك
وتعترك ولا تفُضُّ النجوي
مذ كنت صبيا ولي خريطةٌ وجداولٌ
وفرسةٌ شهباء
أفترس الموج بمجاديفي
وأنفذُ بسلطان المِقَة
الي سماء المتهجدين
لا تصيبني عينُ السحر
ولا الغسلين
فشهقتي محملةٌ بالعود الهندي
وبترانيم السحب الفائتة على صدري
ألوذُ
وتلوذُ
ويشجُّني برقُ السابحين في مدى
شطط النِّفَّري
وعبادة الشِّنفَرِي
بلغة الروح، ووحي المقربين للشمس
والندي
حدثت البحار ما أنا بذي النون
ولا بك حوتُه
فلساني ليس بفصاحة هارون
ولا به ندبةٌ من الذكر الخالص
فكيف يعد لي الشاطئ يَقْطِينا
والناس في قريتي
يختبئون من الرعد
ولا يزيحون غشاوة اللحظة
من اللائق في البرد
أن تشتري كوفيةً  ومدفأة
وتعلِّم نفسك سِرَّ مواء القطط
وأطفال  يلتحفون دموعهم
ولا يبرأون من نظرة المارين على أجسادهم
اتذكرون الإنتحار الجماعي للحيتان
أكان احتجاجا أم حجة
أوقن أنني أحمل طورَ الطفرات
لبساتين الأغاني الممكنة
وأنَّ ألف ابن رشد يقطُنني
فما يهم أن يغرقوا كتبي بدجلة
أو يحرقوها تحت الهرم
فتلاميذي يتفرَّقون في بخاري
والسند والهند
ويقبعون أمام غاندي
شدِّقوا ألسنتكم بما يجري في حشاشتي
فالحيتان في مدرستي
تنتهج الألفة والألاف
وتحكي في فولكلورها قصة
الإقتراع
الشاعر وحيد راغب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق