الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

***وجه المساء***
أرنُو إلى وجه معلّق في الشفق
كلوحة سريالية دُقَّتْ على الثلج
تُؤطّرها حمرة قانية
ويسكنها التردّدُ والارتجال...
بل الارتجاف كبيت من القشّ يصارع العاصفة
وجهٌ بخطوط غائمة
يسبّح بحبات العنب والزيتون...
يُصفّفها أحجاما وألوانا
يُرمّم بها فسيفساء الذاكرة 
كن صديق لي.. ترب من أترابي
أضناهُ الفقر..
وأحياهُ الحبّ..
يقول: خُفّي البالي..
يشارك الآلهة في صفتين: الأزلية والقِدَم
بَليْنا وابتُلينا..
بأقدارنا.. بارتدادات أعمارنا
وجهي المعلّق في الشفق
يستدعي الوُشوم على جباه العجائز
خارطة الملامح تتفاعل
رأيت ذات مرة..
وردتان، حمراء وبيضاء، تسلّقتا الجدار خفية
واستقرتا على الشرفة في عناق أبدي
توشوشان في صمت..
كأنهما تؤديان رقصة الحبّ المحرّمة
على نخب أساف ونائلة
أعلمني ضجيج الشفق المغادر
أنّ الدرّ عاد إلى معدنه
وأزفت البداية
في رحلة معتّقة بالخلود والوجود
مترعة بالوعود

بقلم: عبد الستار الخديمي - تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق