ذكرياتٌ وواقع : (بحر الطويل)
تَصَرّمَ عهدٌ للصّبا وملاعبُهْ
وغرَّ بنا عصرٌ غريبٌ عجائبُهْ
وصِرنا بدمع العين يهمي تَلَهُّفاً
لموطِنِنا يلهو ويرتعُ غاصبُهْ
تصهين َ أعرابٌ وذلّتْ رقابهُم
وباتَ بهمْ من لا تُعَدُّ مثالبُهْ
فإلى متى يُستعبَدُ الحُرّ بيننا
ومُنبَطِحٌ لا يلتقي من يُحاسبُهْ
عُبوديةٌ للخانعين يُذيقُهمْ
على مذبحِ الإذلالِ مَن لا نُعاتبُهْ
فلا القدس هزّتهُمْ ولا موطنُ السّرى
ولا اهتزّ من فيهم مع الظّلمِ شاربُهْ
كأنّ فلسطين َ الحبيبةَ سلعَةٌ
ينادي لها ( ترمبُ) اللئمُ وصاحبُهْ
زعيمٌ من الأعرابِ لم يعلُ صوتُهُ
وأقعى أمام ( ترمبِ) عبداً يُراقبُهْ
ألا فاعلموا أنّ الأعزّ كرامةٌ
هما القدسُ والشعبُ الذي اشتدّ جانبُهْ
إذا حان وقتٌ للصّدامِ رأيتنا
نردُّ مِن المُحتلّ ما هو سالبُهْ
فهم يعرفون الحقَّ لا بُدّ ظاهرٌ
وباطلهم لا شكّ قامت نواعبُهْ
وإنْ صاحَ منّا حين َ يُدعى لها الفتى
رأيتَ جموعَ الغاضبين تُصاحبُهْ
هو ً ابن رجالٍ لا تلين ُ قناتُهم
ليومِ لقاءٍ بالعدوّ نُحاربُهْ
هناكَ من الأعرابِ من ظلّ قاعداً
يقلّبُ كأسَ الهونِ لا بُدَّ شاربُهْ
يثيرُ طواغيتُ الهزائمِ فتنةً
بليلٍ فبئس الليلُ فيهم وحاطبُهْ
غداً يستبين ُ الحقُّ والظّلمُ ينجلي
ويدري حصانُ المجدِ من هو راكبُهْ
فيا حاقداً لا يستوي الطّهرُ والخنا
وللخير ميعاد تجود سحائبُهْ
ترقّبْ إذا ما كنتَ في مَن تصهينوا
لهيبَ صِدامٍ لا يُخلّيكَ لاهبُهْ
عروبتُنا والدّينُ درعٌ لها فما
تأخّرَ نصرُ اللهِ واللهُ واهبُهْ
شاعر المعلمين العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق