السبت، 18 أبريل 2020

قف عند مكة
قف عند مكّة إن فاتتك نعماءُ
يا عاثر الحظّ أو مسّتك ضرّاءُ
قد ينضب النيل يوما مع روافده
وبئر زمزم غدّاقٌ وروّاءُ
بئر القداسة ما زالت عجائبهُ
لها دويّ بدنيانا وأصداءُ
من بين رملٍ تلظّى كالسعير ندى
ماء الحياة لطفل فاته الماءُ
فأينع الروض في البطحاء وانطربت
عند الحطيم على الأفياء ورقاءُ
قد كان ربّي رحيما عند قدرته
وقد تراءت لإبراهيم بكاءُ
تغوص في القفر لا نبتٌ يظلّلها
ولا زروعٌ ولا عبقٌ وأنداءُ
فراح يدعو ويرجو خالقا صمداً
من برّد النار يوما وَهْيَ شواءُ
إني تركت ومن ذرّيتي نفراً
عند الحرام بوادٍ شفّه الداءُ
فالْهم قلوبا من الأنام تحضنهم
فلا تروعُهُهُ في البعد وحشاءُ
أنت المهيمن جبّار ومقتدرٌ
وما تبقّى وللتمجيد أسماءُ
لقد عبدتك ربّي عند معرفتي
فهمت فيك وللأصنام إغراءُ
أضلت الناس فاعتلّت مداركهم
حتّى تعلموا وفي الأحداق أضواءُ
فاجنب بنيّ ومن معهم عبادتها
ليعمروا البيت بالتقوى وقد فاؤوا
ايفا سليمان شعر عمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق