الثلاثاء، 21 أبريل 2020

( شيبة في خريف العمر )
يا شيبةً قد شاكَسَت أحلاما 
فإلامَ هذا الغدرُ منكِ إلاما 
رحَلَت سنينُ العمرِ قبلَ اوانِها 
وتَحمَّلَت منها السطورُ رُكاما 
واستنفذت كلُّ الزهورِ عبيرَها
واستنوحَت تلكَ الحمامُ سلاما 
رحَلَت قوافي الشعرِ ليسَ يَضيرُها 
قلبٌ توسَّدَ جرحَهُ وتسامى
ومَضَت قوافلُه بكلِّ ركابِها 
من للقصيدِ مع المشيبِ إماما ؟ 
ألقُ البسيطِ اذا تناثرَ عِقدهُ *١
فبأيِّ لملمةٍ يكونُ غراما ؟!!
والكاملُ المذبوحُ من حُكْمِ الجوى *
شيَّعتَهُ وذرفتَ فيهِ سِجامَا
وتُغازلُ الرجزَ الذي أمطيتَهُ *
فإذا بأحرفهِ اتتكَ سِهاما 
الشمسُ يَلفحُ بالقلوبِ أوارُها 
والبدرُ غابَ عن السماءِ فناما
هي شيبةٌ قد غافَلَت ليلَ الدُجى 
لِتَشقَّ جِلبابَ الحياةِ مَراما
هي شيبةٌ في مفرقي وتألقت 
كتألقِ السيفِ العَتيّ صِداما 
يا شيبةً قد شاكسَت احلاما 
ورمَت بقلبٍ مَوجِعا وسقاما 
هي ذي الحياةُ تغرُّنا وبحسنها 
تترى السنينُ كؤوسَها ومداما 
ونعدُّ خطواً في اواخرِ عمرِنا 
علّ الطريقَ بسيطةً تترامى
-------
*١ البسيط والكامل والرجز ثلاثة من بحور الشعر العربي اسهلها الرجز 
--------
٠جاسم الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق