الأربعاء، 29 أبريل 2020

الزمن المتبدد..

يأتي النهار..ويذهب النهار..
يأتي الليل..ويذهب الليل..
فالأمر سيان..
ففي زمن الكورونا..
لا فرق بين العتمة والضؤ إلا بالألوان..
وأمضي..
ألوك  الدقائق والساعات ..
ويجترني الزمان..
وأنا أجالس وحدتي ..
في زاويتي..
بين أربعة جدران..
أتقلب في اغطية الليل..
وبضجر..
اقلب صفحة هاتفي بعيوني..
فأتعب..أتعب..
ولا من جديد هناك..
فيهزمني سأمي وتعبي..
فأستسلم..
واسلم للنوم جسدي..
واصحو..
ها هو ضوء النهار..
يستبيح نظري..
يجلد بسياطه روحي..
ويزحف على جسدي كالكسيح..
فيعيدني الى هواجسي وليلي..
دون إذن ودون تصريح..
فإلى أين من هنا..
إلى أين ..!!؟
اضلعي تشد على صدري..
تقترب بعضها من بعض..
ويضيق نفسي..
فالهواء ..
حتى الهواء..
ممنوع دخوله الى رئتي..
دون قناع ودون رقيب..
فأنكمش..اتقوقع وأذوي..
فبعد أن كانت..بحجم الأفق..
وبعلو السماء والأنجم..
احلامي ..
امست اليوم ..      
أدنى من قامتي وانفي..
وأحلم.. وأحلم بالحركة..
مجرد..
حرية الحركة..
مجرد
التنفس بحرية..
والمشي دون وجل..
 ودون خوف في الطريق..!!
فلما انا في هذا السجن..!!؟
وما هو ذنبي..!؟
فأسأل الناس..اسأل عقلي..
واسأل ربي..!؟
صمت مريب ..
يحيطني..
ولا احدا يجاوبني..
فكل الأخبار صادقة..
وكل الأخبار كاذبة..
في زمن الكورونا العجيب...
فأنا شخص بسيط..
أعمل بجد..
أحب الحياة ..
أحب الناس..
وأحب اطفالي وزوجتي..
فلما اعاقب.. وعائلتي..!!
فهل هناك من يخبرني..!!؟
لما الكورونا تضرب عالمي..!؟
ولما..لما ..
بين الناس..وككل الناس..
في غرفتي تأسرني..!؟
فأدور..
في مكاني..
وادور حول نفسي..
واشعر كل يوم..
بسقوط جزء مني.
فأحاول دون جدوى..
لملمة اجزائي..
لملمة بعضي. إلى بعضي..
فانكسر..وأحزن..
وكأنما الفشل هو قدري..
أولا بد و أن يكون ما هو كائن..!!؟
اولا بد أن اندم على ما كان..
واشك بما قد يكون..!!؟
أولا بد أن تضيع الأيام..
كما بالأمس ضاعت..
وأن تتلاشى..
بين حيرتي واليقين..
بين حاضر غائب..
ومستقبل رهين..
فلما لم أفرح بالأمس..
ولما عند كل منعطف..
فيه سعادة وفيه حب..ترددت..!؟
اترى كان ذلك ذنبي..
ام انه ذنب مجتمعي..
اترى غدا..
بالفرح والحب يأتي..!؟
واعيش حياتي..
واعيش يومي..
أم أنه..
في نعال من مروا من هنا..
قبل ألف عام واكثر..
سيمر وينقضي..
وأكون كذرة تراب في الصحراء..
مثلي..مثل غيري...
فأصرخ..واصرخ..
ويموت صراخي في صمتي..

وأصرخ.. وأصرخ..
لست أدري..لست أدري
غسان دلل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق