قصيدتي (أبابيل تشرين )
ما آمَنَ آمونَ بِرَبٍّ لكِنّهُ
إتَّخَذَ هُزْوَ آياتِهِ جَدَلا
وَما تَرَكَ هامانَ فَرْعَوْنَهُ
ما إتَّعَظَ الرهْطُ ولا خَجَلا
منَ الإفْكِ فَكَيفَ اليومَ لنا
نَرجو مِنَ الأصْنامِ رُسُلا
وَلا الفِرْعَوْنُ أنْكَرَ جَبَروتَهُ
وَجِبْريلُ ماتَنَكّرَ حينَ نَزَلا
الباطِلُ تَرَكَ بَصْمَةَ خِسّتِهِ
الجُرْذُ تَطاوَلَ عَلَيْنا رَجُلا
وإدَّعى منْ كانوا أراذِلُنا
خَليفَةَ بِأمْرِ اللهِ قَدْ نَزَلا
هَلْ يَفْخَرُ المَأبونُ بِفِعْلتِهِ
لَكانَ أبا جَهْلٍ مُؤْمِناً بَطَلا
ماذَنْبِيَ بالعِشْرينَ منْ عُمْري
أَموتُ مَقْتولاًوَإمّا مُعْتَقَلا
وَإن مُتُّ فَالشَهادةُ أنَّني
نَجْمُُ ،، بالضَوءِ قَدْ غُزِلا
أصابَ ذي قارَ اليَوْمَ مَقْتَلاً
دامِيَةَ اللَّوْنِ وَهْجُها زُحَلا
تَظَلُّ عِشْتارُ بأرْضِنا عاشِقَةً
وَما لَها لِثَغْرِ سومَرَ بَدَلا
وَثَبَتْ بَغْدادُ كَأَنَّها أسَداً
ولّادَةً لِلْطيبِ حَمّالَةً جَمَلا
وَتِلْكْمُ الفَيْحاءُ أخِلَّةً نَزَفوا
وأبْناءُ المُثَنّى وكَرْبَلا قُتِلا
والنّجَفُ وبابِلُ قَدْ خَتَمَتْ
سِفْرُ تاريخَنا بالعِزِّ مُكَلّلا
فَكَمْ ثَرى العِراقِ واهَبَةً
بِها دَمُ الحُسَيْنِ قَدْ رَفَلا
إنْهالَ المارِقُونَ إصْراً كَما
عَقَروا كَنانَةَ صالِحاً إبِلا
إرْحَلوا فاللّعَناتُ تُلاحِقُكُمْ
كَالأبابيلِ بَقَوْمِ لوطٍ نُزُلا
تَوَضّأََ النَصْرُ بنَبْعِ نَزيفِنا
وَإتَّخَذَ نَهْرَ دِمائنا سُبُلا
إغْتَسَلَ تِشْرينُ بِعِطِرِ الدِّما
تَوَّقَّدَ نِبْراسُ الشِّرْيانِ مَثَلا
بَغْدادُ جاءَ الصُبْحُ فَإنْتَظِري
طَلْعُ الخلاصِ بنوركِ جُبِلا
دَحَرَ الثُوّارُ المَوتَ بِعُقْرِهِ
وَغَرّدَ الوَرْدُ بالرَدى تَوَسُّلا
خَطّوا بِضِفافِ دِجْلَةَ مَلْحَمَةً
فَأَوْمَأَ النَهْرُ لَهُمُ وَ إنْتَقَلا
كَأَنَّ واقِعَةَ الطَفِّ تَرْمُقُنا
وَإنْكَدَرَتْ السَما لِأمْرٍ جَلَلا
لابُدَّ لَلْأَفْراحِ أنْ نُبْصِرَها
وَلابُدَّ للظُلْمِ أنْ يَمْتَثِلا
هكذا العِراقُ أصْلاً ثابِتاً
لا تُزَحْزِحُ الريحُ طَوْداً جَبَلا
سَكْرَةُ المَوْتِ لَوُ طالَتْ فَمِنا
المَوْتُ بِحُضْنِ أرْواحِنا ثَمَلا
هَدَرَتْ بَغْدادُ فَلَنْ يُسْكِتُها
غَيْرَ مَحْوَ القَيْدِ غايَةً بَدَلا
إهْتَزَّ الكَوْنُ وَرَبَتْ أرْضُها
كأنَّ نَبِيُّ اللهِ بِأرْضِنا نَزَلا
أزِفَ زَمانُكَ أيُّها المُتَبَلِّدُ
ثُبِّتَ الأَمْرُ وَإنْقَضى أجَلا
--------***------***--------
Mohammad AL Shakir
محمد شاكر البيّاتي
العراق / بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق