الخميس، 5 ديسمبر 2019

خطوات الملائكة

٤-١٢-٢٠١٩

هل تسمع خطواتك

صدى كلماتك

وقعَ اهاتك

هل تفهم المعاني

حين تتساقط كالشلال

حين ينفجر الفجر كالزلزال

تعالَ وقف مرة تحت الشجرة

اسمع شدو البلابل جيداً

وانتظر وانت تعدّ للعشَرة !

هل تسمع صوت العصفور المذبوح

وصوتَ انفجار الصخر من فوق السفوح

هل تدرك معنى الموتَ هنا بغير جروح؟

فكّر فكِّـرْ فكِّـر ثم تروّى

فكِّـرْ بغدٍ اذا اطلّ مع الفجر

فقل لخيوط الشمس اتيت

وقل لبقايا الليل الا ارتحلت !

هل تسمع صراخ الملائكة

فوق أغصان الشجر الصنوبري الموجوع

وأنينَ الاطفال اليتامى الجياعْ بلا دموعْ ؟

هل سمعت رجيع خطوات الملائكة

وهي تتدافع اول الليل وعند الفجر

تكتب عناوين للعاشقين بخطوط متشابكة

تنادي في آخر الليل على عصفورة متوعّكة

هلاّ سمعت انين الطفل المسجى

على كرسي متأرجح ؟

هل تسمعني ؟

او تعرفني ؟

او تفهمني ؟

قل لي بربك هلاّ شيئاً عني أخبرتني ؟

او شيئاً غريباً يُضحِكني ؟

أم تشرح لي المعنى الغامض بجنوني ؟

هلاّ سمعت صراخ الامّ الثكلى؟

ام الشهيدْ

ام الطفل الوليد

ام الأسير الصامد العنيد

ام الجريح الصنديد

هل سمعتَ نواح أمٍّ لأطفالها الأيتام

وهي تنادي على زوجها الشهيد

مسجى أمامها تكرر النداء وتعيد

تراهُ مبتسماً وصامتاً تعرف ما تريد

هل عدتَ لها يوماً بمكنون صندوق البريد ؟

هل احضرتَ لها رسالة من صندوق الدعم

ام تسلّمتَ حوالة مالية ليس فيها السُّٰـم ؟

هل استعمتَ يوماً لخطوات الملائكة

عند قبور الشهداء بعد صلاة العصر ؟

هل زرتهم ؟

هل وزّعت الحلوى عن ارواحهم ؟

هل تحدّثتَ اليهم ؟

هل أبلغتهم ما جرى بعدهم ؟

هل طللتَ تُؤنس وحشتهم حتى الفجر ؟

هل استعنتَ يوماً بالذاكرة ؟

تلك كلها ايام حزينة وشائكة

وبقية الأخبار عمن رحلوا مفبركة

لا تستمع الاّ لحكاية الشهيد

مكتوبة بحروف من نور اكيد

يقول فيها بأمانة وصدق كل ما يريد !

الفجرُ البعيدُ مثل الحلم قد يأتي

وربما يتأخر ردحاً من زمنِ الآتي !

تلك كانت كل التفاصيل عن ذكرياتي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق