السبت، 30 نوفمبر 2019

شدو 
----
يامُبهِرَ الطَّرفِ هذا الطَّرفُ حيَّرنِي
إنِّي ذَبِيحٌ وفي نَجواكَ نِيرانِي
في قُربِكَ النَّأيُ إن تاهَت لنَا مُقَلٌ
بالإبتعادِ تدانَت مِنكَ خِلَّانِي
إنَّ الكؤُوسَ مَداماتٌ تسائِلنَا
في مَكمَنِ العِشقِ كم خضَّرتَ أغصانِي
بالماءِ دغدَغتَ في الأوصالِ نادِيةً 
 أورَقتَ فيها صَباباتِي ورَيحانِي
أزهَرتَ في الخَدِّ كَلَّ الصَّادِياتِ بِنا
هلَّا عسَاها تنادِي بعضَ ألحانِي 
أشدَيتَها والأغانِي أنتَ لاحِنَها
حتّى تغمَّدتَها قلبي وغِزلانِي
تلكَ الّتِي من غِواها حرَّقَت كبِدِي
غاصَت تَغِيضُ لها في القاعِ أحزانِي
من كَشحِها وقرٌ قد دَقَّ مَسمَعنا
هذا رُؤاها بِبَوحِ الأحمرِ القَانِي
في المُهجَتينِ جلَت عن كاهلِي وصَباً
في المُقلتَينِ تبدَّى اللَّونُ مَرجانِي
كم رُحتُ أجلُو قذَى عَينَيَّ من طَرَبِي
في ساحَتَيها أرَاكٌ فوقَ تِيجَانِي
تلكَ الأسيلُ علا هُدبِي بِلَمسَتهِ 
حتَّى غوانِي بِمَيسِ الغُصنِ أهدَانِي
إلى صُرُوفٍ تَعَالَت في الهَوى سَمَقاً 
منها التَّدانِي وفي الأطيافِ تَلقانِي
هذا العَتِيقُ على الأعتابِ رونَقُهُ
يُكلِّلُ  الطَّرفَ  في الأحقابِ أغشَانِي
حُمرُ الخُدودِ تَرُشُّ المَاءَ مِن طَفَلٍ
الخدُّ أينَعَ واختَارَتهُ ألوانِي
مِن حَيرةٍ في بلوغِ الأربِ نافِذَةٍ
زارَت هَوانا وفي سَيمَاها مِيزانِي
إنِّي الطُّروبُ  وشَدوِي فِيها مَلهَمَتِي
حتَّى البَلابل في التَّغريدِ تَهوانِي
ما زالَ في نَغَمِ الإيقاعِ لي وترٌ
لما تعالَت تدانَت  مِثل َ صَهبانِي
-----
د عماد أسعد/ سوريه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق