ــــــــــــ ضـمـيـر الشّـأن ــــــــــــ
يـا ضـمـيـرَ الشّـأن فـيـنـا يا فـقـيـدْ
استترتَ اليومَ عنّاألفَ عامٍ أو يـزيدْ
فاختفينا عن عيونٍ
و احتـفينا بالقـيـودْ
بعدما غاب هديلٌ عن حمانا
بعدما شُـلَّ خـريـر مـن دمانا
عن فضاءات الوجـودْ
قد تردّينا
و تبعثرنا جميعا
و انفرطنا مثل حبّات العُـقـودْ
و تمادى الزّيغ فينا
فتفرقنا هباءً
ثم غُـرنافي متاهات الجمودْ
صُفّدتْ أجسامنا ضدّ الحرارهْ
لم تعد فينا شرارهْ
كي تذيبَ الثّلج فينا و الجـلـيـدْ
كم تصخّرنا
و تصحّـرنا
و ما عادت دمانا سائلاتٍ في الـوريـدْ
يغـتلي فينا ارتيابي
بـعد تمـزيق ثيابي:
أنّنا صرنا يهـودْ !!
أين فينا نخوةٌ ؟!
أين منّا نجدةٌ ؟!
يا لبؤسي
قد تلاشت في مساحيق الخـدودْ !
أين هاتيك المعالي:
حيث كنّا أنجما في السّموات
حين كنّا قمرا في الظلمات
حيث كانت أمم الكون جميعا
في ركوع و سـجـودْ
لمعالينا
و تلاقينا
و تسامينا
في الصّـعـودْ
أين هاتيك المنارهْ ؟!
أينها تلك الحضارهْ ؟؟
كلّها ضاعت و ماعتْ
و تهاوت في أيادٍ من قـرودْ !
أضحكوا الكون علينا
بعدما افتكّوا حِمانا من يَديْنا
ثم باعوها مـزادًا
في مساحاتِ العَـمـودْ (1)
يا لقومي التّعساء !
في ضلالات الصّحارى هائمونْ
لا ظلالٌ
لا مياهٌ
لا نجومٌ
كلّ شيء في ركود و خـمـودْ
***
ها هنا فرعون موسى
يذبح الشّعب بمصرٍ و العلمْ
و هنا نيرون روما
يحرق الشّامَ و يأتي بالعجمْ
و هنا قارون فينا
يشتري منّا الذّممْ
أيّها التاريخ سجّلْ:
أنّنا ذيلُ الأممْ
***
يا فؤادي !
اصطبر عمّا اعترانا
ربّما تـغدو خطانا
ذات يوم في مداراتِ الوجـودْ
ربّما تبزغ شمس في ربانا
ربّما تشرق أقمار هُدانا
في الليالي من جـديـدْ
ربّما يأتي صلاح
يجمع الأغصان من بعد شتاتْ
كـي يعـود النّخـل فينا للحـياةْ
و تعود القدس يوما بعد أحقاب الجـحـودْ
ربّما يخرج فينا ذات يوم
مَن يلمّ الشّمل في قلب رشـيـدْ
يتحدّى البرق و الرّعد الشّـديـدْ
يتحدّى انفعالات الشّتاء
كي تَهاوَى عندنا تلك الحـدودْ
و يعود العُـرْب جسما واحدًا
يرفع هامًا مثلما كان الجـدودْ
* * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق