الأحد، 18 مارس 2018

بمناسبة إقتراب اليوم العالمي للشعر ( 21 مارس) كان لا بد من قصيدة تليق بمقام الشعراء هذه الشريحة من المثقفين التي أصبحت زينة الملتقيات و الندوات. هذه الشريحة التي تعاني في صمت هول الحياة و متاعبها ( مرض، فقر، قهر، جوع...) و رغم ذلك تبدع و تطبب قلوب الآخرين فكتبت: ( مهداة لكل شاعر على وجه المعمورة) (الشاعر... ) رَغْمَ المَوَاجِعِ بِالقَصَـــائِدِ أَبْهَرَا وَ عَلَى المَسَارِحِ هَزَّ صَــوْتُهُ مِنْـبَرَا رَسَمَ الجَمَالَ وَ فِي فُؤَادِهِ حُرْقَةٌ لَهبَتْ لِتَجْعَلَ مِنْ جِـرَاحِهِ عَــنْـبَرَا قَدْ قِيلَ: ( شِعْرُهُ لِلْفُؤَادِ دَوَاؤُهُ وَ هُوَ العَلِيلُ فَمَا بِقَلْبِهِ؟ يَا تُــرَى؟! حُزْنٌ بِوَجْهِهِ وَ الدُّمُوعُ بِعَيْنِهِ هَلْ صَارَ شِعْرُهُ للفُــؤَادِ مُدَمِّــرَا؟ أَاَتَى يُطَبِّبُ ذِي القُلُوبَ وَ قَلْبُهُ نَزَفَ الدِّمَاءَ عَلَى القَصَائِدِ أَبْحُرَا؟) ************* رَدَّ القَصِيدُ : ( لَقَدْ تَأَوَّهَ! فَارْحَمُوا! قَدْ بَاتَ يَذْرِفُ دَمْعَ عَيْــنِهِ حَـائِرَا نَظَمَ القَصَائِدَ سَاهِرًا وَ بِجَوْفِــهِ أَلَمٌ يَخُطُّ مِنَ القَصَـــائِدِ أَشْــطُرَا "آهٌ" بِقَـلْبِــًهِ لَا مَــرَدَّ لِأَمْـــــرِهَا فَأَتَى يُزَعْـزِعُ ذِي المَــنَابِرَ ثَــائِرَا لَا مَالَ عِنْدَهُ وَ الظُّرُوفُ بِقَهْرِهَا كَسَرَتْ شُـمُوخَهُ، أَرْهَقَـتْهُ فَعَـبَّرَا فَالفَقْرُ هَزَّهُ وَ البَنَاتُ بِقَلْبِهِ رَقَصَـتْ بِهِ لِيَصِيرَ جُرْحُهُ أَخْطَرَا) ************* أَلْقَى بِشِعْرِهِ فَالعُيُونُ تَسَاءَلَتْ: (مَا بَالُ حَرْفِهِ بِالرِّثَاءِ قَدْ أَمْــطَرَا؟ أَفَلَا يُغَازِلُ كَيْ تُرِدْنَهُ نِسْوَةٌ؟ مَلِكًـا بِشِعْـرِهِ فِي الفُـؤَادِ تَــجَبَّرَا هَلْ خَابَ ظَنُّهُ فِي الحَيَاةِ وَ أَهْلِهَا؟ أمْ صَارَ حُبُّهُ لِلْهِجَــاءِ مُـصَــوِّرَا؟ قَدْ بَانَ ضُرُّهُ وَ الجِبَالُ تَصَدَّعَتْ يُلْقِي بِــشِـعْرِهِ وَ الكَلَامُ تَبَعْـثَـرَا مَاذا بِهِ! مَاذَا بِجَوْفِهِ ؟ مَا يَرَى؟ مَا بَالُ شِــعْرِهِ كَاللَّهِيبِ تَــسَعَّرَا؟) ************** هَمَّ القَصِيدُ بِرَدِّهِ...( قِفْ! لَا تَقُلْ!) رَدَّ الحَزِينُ بِقَــوْلِهِ ، مــاذَا جَرى؟ (أَبِكُلِّ عِيدِ مَشَاعِرٍ تَجْتَاحُنِي؟ وَ تَقُولُ أَنَّكَ مُلْهِمِي! كَيْ أُضْمَرَا قُلْ لِي بِرَبِّكَ يَا قَصِيدُ لِمَا العِنَا دُ. أَهَلْ تُرَاكَ تُرِيدُ شِعْرِيَ هَاجِرَا؟ هَجْرُ القَرِيضِ كَمَا الجَحيم بِنَارِهِ إنْ غَابَ حِسُّـهُ مَا تَرَانِيَ صَابِرَا إرحَمْ حَبِيبَكَ يَا قَصِيدُ وَ لَا تَذَرْ قَوَّالَ شِعْرِكَ فِـي العَذَابِ تَكَبُّرَا) ************** (كَفْكِفْ دُمُوعَكَ! أنْتَ وَحْدَكَ ثَرْوَةٌ وَ بِلا قَصيدِكَ لَا مَبِيعَ و لا شِرَا أَنْتَ الشُّعُورُ وَ أنتَ نَفْسُكَ مُلْهِمِي فَبِلَا وُجُودِكَ لَــنْ أَكُــونَ مُؤَثِّرَا حَلِّقْ بِشِعْرِكَ! أْنْتَ وَحْدَكَ طَائِرٌ وَ طُفِ القُلُوبَ وَ كُنْ لِحَرْفِكَ مَفْخَرَا مَنْ ذَا بِحَرْفِهِ قَدْ يَقُودُ إمَارَةً وَ يَشُـقُّ صَوْتُهُ لِلْقُــلُوبِ مَعَابِرَا كَفْكِفْ دُمُوعَكَ! ألْقِ شِعْرَكَ صَارِخًا وَ كُونِ الرَّسُولَ وَ كُنْ بِشِعْرِكَ شَاعِرَا . . ......مرازقة فريد / 18 مارس 2018


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق