*****
القدس تاج في العوالم يعتلي
وقبابها كالشمسِ تسطع من علِ
والباحُ ...روضٌ بالعطورِ منشّرٌ
بالمسكِ ضاعَ لمسجدي والصّندلِ
كعروسِ مجدٍ ماسَ سحراً ظلُها
تختالُ في دررِ البهاءِ .. وبالحُلي
في أرضها طهرٌ تسامى واعتلى
فغدتْ مرامَ الزاهدِ المُتَبتِّلِ
عرِّج عَلى أرضِ المحبّةِ ...حَيِّها
من حسنها الوضّاء عينك كحّلِ
قلّبْ لواحظكَ العطاشَ بسحرها
واروِ الفؤادَ مفاتنَ الحسنِ الجَلي
زهراً أرقَّ من النسيم شَمائلاً
بالطيب يشذي في صباح مُنْجلِ
وبلابلاً تشدو وتطربُ سمعنا
بلبالُ يحكي ذا الجمالَ لبلبلِ
يُذكي القلوبَ العاشقاتِ بلَوْعةٍ
شجوُ الحمائمِ -في المساءِ-الهُدّلِ
تهمي العيون سواجلاً جرحاً لها
والقلبُ من وجعٍ ..ينوء بكلكلِ
يا دولةَ الأيّامِ ...في أزماننا
ردي زمان المجدِ هيّا بَدِّلي
فالدهرُ قد أزرى بنا منْ بعدهِ
صيتُ العروبةِ قد غدا بالمُخجلِ
فلكم سقونا كأسَ غدرٍ ها هنا
بالذُلّ عاشوا قيدَ عرشٍ قلقلِ
شربوا كؤوساً للحياةِ بذلّهم
وبعزةٍ رُمنا كؤوسَ الحنظل
يا دار عزٍّ .. دونها أرواحنا
أعتابها..تحكي عزيز المنزلِ
إما حياةٌ ... بالإبا تسمو بنا
أو موتنا دون الربى والمنهلِ
--------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق