السبت، 3 يوليو 2021

أدهم النمريني/طوى الدهر عقدا

طوى الدّهرُ عقدًا، هل نراهُ سيُشْفِقُ
وفي كَفّهِ شَعْبٌ من المُرِّ يَلْعَقُ؟

تَمُرُّ السّنونُ الحُمْرُ سودًا ولا نرى
صباحًا به شمسُ الحبيبةِ تُشْرِقُ

وصٍرنا نلوكُ الْهَمَّ زادًا وحولنا
سهولٌ بها خيرُ البيادرِ يُسْرَقُ

فبعض على درب الرّحيلِ مُسَيَّرٌ
وبعض لبَطْنِ الْيَمِّ يهوي ويغرقُ

فلمْ يبقَ إلا بعض آهاتِ راحلٍ
عليها رمالُ الشّطِّ تبكي وتُشْفِقُ

وبعض المواويل التي بُحَّ صوتُها
وفي لحنِها حُلْمُ الأمانِ مُعَلّقُ

سلوا البحرَ كم أهدى إلى الرّملِ جثّةً
وكم ناحَ جَيْبٌ للحقائبِ مُغْلَقُ

فواللهِ لو هَبّتْ على الأرض نسمةٌ
لكانَتْ بها ريحُ الذينَ تفرّقوا

سلامٌ على الأصقاعِ إذْ فاحَ جوفُها
ففي جوفِها قَبْرٌ من الظُّلْمِ ينطقُ

إلهي وَقَفْنا اليوم نرجوكَ رحمةً
رَفَعْنا الأَكُفَّ الْحُمْرَ والدّمعُ يُهْرَقُ

فَكُلٌّ تَعامى والشّآمُ على لَظًى
تَبيتُ بكَفِّ الظّلْمِ جَهْرًا تُمَزَّقُ

أدهم النمريني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق