الجمعة، 23 أكتوبر 2020

ليلى عريقات /لك يامنازل

رحم الله أبا الطيّب المتنبي سيّد الشعر العربي عبر العصور. يظلّ بيته عالقاً بمشاعري:
لكِ يا منازل في القلوب منازلُ
أقْفَرْتِ أنتِ وهنّ مِنكِ أواهلُ
حاولت ان أنسج على منواله واين أرضي من سمائه؟ فقلت:
لك يا منازل

" لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازِلُ"
ذكراكِ تعصفُ وهْيَ شُغلي الشّاغِلُ

لم أنْسَ آخِرَ لحظةٍ لفِراقِنا
فالعقلُ طارَ أسىً وقلبي راحلُ

أُوّاهِ لا تُنْسى سُوَيعاتٌ مضَتْ
وأنا وداري في الوداعِ ثَواكِلُ

وجنودُهُم مثلَ الصّواعقِ أبرقتْ
بالشّرّ تُنْذِرُ مَن هناكَ تُقابِلُ

قتلٌ وأسرٌ شرَّدونا والنّوى
باتَ الطّريقَ وكم تدُقُّ نوازِلُ

ونزحْتُ عَن أرضي وما فارقْتُها
وحملْتُ أطيافاً وهنَّ ذواهِلُ

والعينُ ما جفّتْ مسارِبُ دمْعِها
مُذْ رُحْتُ عنكِ وذي العيونُ هواطِلُ

هبّ الحنينُ وقد تعالى مَوْجُهُ
وبكلِّ أسلحةِ الغِيابِ يُقاتِلُ

لي إخوةٌ في الدارِ كيفَ أزورُهُم
سدٌّ منَ الحُرّاسِ دوني حائلُ

لأشمَّ ريحَكَ يا أبي فارقْتَني
والجسْرُ عاقَ وذا الجدارُ الفاصِلُ

يا دارُ لو حُمَّ القضا بِمَنِيَّتي
والأرضُ يغصِبُها الدّخيلُ السافِلُ

هاتوا أيا أهلي تُراباً لي هُنا
حتّى أروحَ وفي العُيونِ منازِلُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق