اليكم نقد الشاعر الكبير يوسف عصافرة
للشاعر Rashad Qaddomi
القصيدة التي بين أيدينا اليوم هي لشاعر فلسطيني عانى مرارة البعد عن الوطن وفراق ترابه ...والذي عاش واصبح شيخاً ويتمنى للآن العودة للوطن والرجوع اليه...بعد أن حرمه الاحتلال من تنسم هواءه والعيش بين روابيه وتلاله....
فشاعرنا رشاد القدومي ولد في أثناء النكبات المتتالية على فلسطين بين نكبة 1948 وبين نكسة 1968 فيةقرية دير قدوم قضاء نابلس تدفعه مرارة الهجر والبعد والحرمان للجلوس على تلة بالأردن الشقيق متوجها بكلامه من المنفى مكان النزوج لمناجاة وطنه الحبيب ...والذي لا تفصله عنه الا غطرسة الاحتلال وحواجزه....
شاعرنا رشاد القدومي يجلس ليخاطب الوطن ويناجيه بحروفه ولينظم لنا عقدا فريدا به درر المشاعر المتأحجة للعودة للوطن ومعانقة هواه ونسيمه والجلوس بين تلاته واوديته وجباله الشاهقة.....
........................
هنا الشاعر يتحدث عن شوقه للوطن وتمنيه أن يعود له ويحيا به حياة كريمة خالية من هيمنة الاحتلال وغطرسته....
ويقول ان قلبه في هم ووهن مستخدما الفاظا تحرك المشاعر والأحاسيس لتتعاطف مع مشاعر الشاعر وأحاسيسه
ويبين الشاعر ان ذكره للوطن يطربه لكن نار البعد تحرقه وتفت من عضده....عند ذلك يلتجئ الشاعر لربه طالبا العون والمساعدة منه لان الفتن في الغربة تكاد تنال من صبره وعزمه...
ويرفض الشاعر حياة الذل التي قبل بها بعض الناس وألفوها في الوطن وخارجه فإما حاة بكرامة وإما الممات بعز وشرف....
ويعاتب في القصيدة اهله من أبناء العروبة وكيف استمرؤوا الخيانة وأصبحت الخيانة علنية..
فهل هرمت العروبة وشاخت فقبلت الذل لشعب يعاني الويلات والمحن....
في نهاية القصيدة يبين الشاعر الطريق الصحيح التحرير والحرية وهو درب التضحية والشهادة ويدعو الوحدة وعدم التشرذم والتفرق....
ونلاحظ من خلال نثر القصيدة أن الشاعر يتدرج من حب الوطن الى التمني في العودة والرجوع ثم يعرج على خيانة الأمة وذل البعض مبينا الطريق الصحيح للنصر بالشهادة والاستشهاد ثم ينتقل للدعوة للوحدة وعدم التفرق كأساس صلب في مقارعة العدو وغطرسته
..................
واهم الافكار التي استخدمها الشاعر
1=الشوق للوطن وحبه لكل موجوداته
2=الدعوة للعودة للوطن وتمني ذلك
3=بيان خيانة العروبة وسعيها للتطبيع
4=بيان طريق العودة ومقوماتها
5=الدعوة للوحدة وعدم التفرق بين ابناء الوطن
وهذه الافكار تنسجم مع تطلعات الشاعر وأمنياته وشوقه وحرقته للعودة لأحضان الوطن الحبيب....
وأما الاسلوب فقد استخدم الشاعر عنصر الإثارة والتشويق في بداية القصيدة مثل كلما شغفا وشوقاً ثم الحزن الممزوج بالألم لٱيصال فكرة ترويع الإحتلال الشعب ثم يعود ليستعطف القلوب ويثير مكامن الشموخ والعظمة في نفوس الأحرار مستخدما العاطفة الدينية والاستشهاد في سبيل الأرض مرورا بالضرب على وتر الوحدة الوطنية لتعزيز الثبات والبعد عن الشقاق والخلاف....
فقد جاءت ألفاظه قوية تتناسب مع الموضوع الذي وضعت له فهي دقيقة رشيقة قوية التعبير بعيدة المغزى تمزج بين التأثير الديني والعاطفة الوطنية ....
مثل :-شوقي للوطن
الهم والوهم
احلم في العيش
نار البعد
بئس الحياة حياة الذل
درب الشهادة
يكفي التشرذم
وكلها كلمات فصيحة إبتعدت عن حوشي الكلام وعاميته
وترى من خلال التراكيب السابق كيف ان الألفاظ والتراكيب هي تراكيب تستند لقواعد اللغة واسلوبها الشاي الفصيح البليغ.
فهو يستخدم الخير والانشاء وأسلوب السؤال الذي يترك للأمة الأجابة عليه مع علمه بالجواب...
................
وكان استخدام الشاعر البحر البسيط الممزوج التفعيلات عن فن وخبرة لأن هذا البحر يعطي القصيدة نغمة وايقاع قوي يدغدغ العواطف ...
والقافية السريعة بتفعيلة فعلن وحرف النوم يستخدم دائما في الأنا والتباهي والتفاخر او التعبير عن انفعلات الشخص واحاسيسه تجلب انتباه السامع وتمنعه من أن يسرح ولا يتابع ما يقوله الشاعر في البيت الذي يليه....
واستخدم اسلوب الاستفهام والتعحب في شطرة واحدة عندما يقول..
كيف الحياة ؟ و نار البعد تحرقني!
..................
وأكثر ما أثار حفيظتي استخدامه لصور خيالية عالية الجودة رغم أنها إستخدمت كثيرا ولكنه أضفت على القصيدة جمالا وبهاء
عنما يقول
نار البعد تحرقني.
حيث صور البعد عن الوطن بنار تحرق
القوم قدهرمو
شبه القوم بشيخ كبير يهرم ويشيخ
الجبن يقتلني
شبه الجبن بشخص قوي جبار يقتل
طعم الخيانة
شبه الخيانة بغذاء له طعم يقتل من يأكلها
..................
أخيرا أحبتي الشاعر استخدم ألفاظ الماضي ليعبر عن بؤس الحاضر باسلوب فني عززه البحر البسيط وقافية النون المكسورة لتعطي السامع وقع خاص يجذبه الموضوع ويجعله يتابعه.....
ومع فقدان القصيدة العربية لعناصرها الأساسية بسبب دخول العامية والنثر عليه وتأثرها بثقافة الغرب وحضارة الشرق
الا أن شاعرنا رشاد القدومي خفظه الله حافظ على ميزات الشعر العامودي واوزانه وقوافيه من خلال قصيدته القوية المتينة المبنى جميلة الصنعة رقيقة العواطف شامخة المعنى
بوركت شاعرنا وبوركت هناك وذوقك وقلمك السيال بحبر النسوة والحرية وعدم الاستسلام المحال الغاصب.....
تحليل ومناقشة ونقد
الشاعر الفلسطيني يوسف عصافرة
10/10/2020م
روائع الأقصى الأدبية
اليكم القصيدة
مناجاة وطن
البحر البسيط
قد زادني شغفا شوقي إلى وطني
لا زال قلبي في هم و في و هنِ
ما زلت أحلم في عيش بلا ألم
و الحلم يطربني
و القلب في شجنِ
يا من بذكرك بات القلب مضطربا
كيف الحياة و نار البعد تحرقني
ناجيت ربي و رب البيت يسمعني
يا رب عفوك قد أرديت بالفتنِ
بئس الحياة حياة الذل نرفضها
يا من قبلت بذل العيش في وطني
ما بال قومي و قد بانت نواجذهم
طعم الخيانة بات اليوم في العلن
هل كنت تعلم أن القوم قد هرموا
كيف الحياة لشعب ذل بالمحنِ
درب الشهادة هيّا اسلكه يا بطلاّ
يكفي التشرذم أن الجبن يقتلني
كلمات رشاد القدوهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق