الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

عائدة قباني/هذه أرضي

هذه أرضي
بحر الرمل
................
هذه أرضي وهذا رسمها
بهجة الروح ونورٌ للبصر

إنْ تراءى لعيوني مرّةً
مثلما الشمس بهاءً أو قمر

في شغاف القلب تلقى رسمها
في وريدي في دمائي محتفر
مع نسيم الصبحِ يأتي ريحُها
روضَ وردٍ ضاع طيباً وانتشر

فوق أكمامٍ لوردٍ كم بهى
بسمةً ضاءت على ثغر الزّهَرْ

طيفها الغالي يُماهي شمسنا
صفحةَ النهرِ وأوراقَ الشجر

يبسمُ النهرُ لصبحٍ مشرقٍ
يتماهى في جمالاتِ الأثرْ

في مياهِ الدمع من عينٍ بكتْ
من لهيب الشوقِ في الرّوحِ استعر

شامةٌ زانت بلادي وازدهت
نجمةً ضاءتْ بواكير السّحَرْ
هي في روحي وقلبي مثلما
سورة الرحمن ما بين السور

موطني يا نبضَ قلبي قبلتي
كلّ عمرٍ في اغترابٍ ذا هدَر

كلُّ أرضٍ من جنانٍ وبَها
في بعادي يا جِناني لي سقَرْ

كلُّ ما أرجو أنا من خالقي
إن دنتْ آجالُ والموتُ حضرْ

أن تضمّ الروحُ مني ذا السّنا
تمتلي عيني جمالاً والبصرْ

ظامئٌ إني سقيمٌ ذا عنا
كبدي حرّى متى يحنو القدر؟

يطفئُ النار بلقياك كما
يملؤ النفسَ ابتهاجاً فتُسَرْ

تسجدُ الروحَ لربٍّ ذا ثنا
تفرحُ الأرض ويختالُ الحجر

ضوعَةٌ تشذي تهاديني الحيا
بعد موتٍ في غياباتِ السفرْ
تعزفُ الأنسامُ ألحاناً لنا
ويغني الطيرُ يشدو للشجر

ألثُمُ الأطيابَ في ريح الصبا
تنتشي روحي بمسكٍ منتَثَر

أرشفُ الماء لأطفي حرقتي
أغسلُ الروحَ فكم فيها كدر
آه يا أرض المعالي والسنا
كم شغلتِ الروح أصبحتِ الفِكَرْ

وسكنتِ العينَ مني نجمةً
ما رأتْ عيني بهاها في الصور

عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق