ومن مثلُ النساء بذي الحياةِ
يصبُّ الأُنس في كأس الصَّفاةِ
كما زهرٍ تُهادي الكون عطراً
وسحراً فاضَ من تلكَ الشّفاةِ
ببسمٍ عابقٍ بالحبّ يحلو
وقولٍ طابَ يُهدي المكرُماتِ
ولَلْإلهامُ قطْرٌ من نداها
يطوفُ الفكر َهمسَ الأُمنياتِ
عطاءٌ بعدَها ما كان يُحكى
لغيماتٌ هتونٌ في فلاةِ
رؤومٌ تحضنُ الآلامَ ودّاً
فطبعُ الرّوح عذبٌ من فُراتِ
تراها طفلةً قلباً رقيقاً
تميسُ كعودِ ريحانِ النباتِ
فإنْ أسقيتها الأخلاق تشذي
كوردٍ ضاعَ ما بينَ البناتِ
كؤوسُ العلمِ لو نهلتْ تسامتْ
غدتْ نجماً له أحلى الصفاتِ
لَعالمةٌ تضيءُ الكون فكراً
وما كانت بركبِ النّاقصاتِ
وأمٌّ هدهدتْ يوماً سريراً
فهزّتْ عالماً بالمعجزاتِ
فكم قادتْ رجالاً في زمانٍ
وكم خاضتْ حروباً طاحناتِ
وخنساءُ العروبة من يُجاري
بقلبٍ مثلَ صخرٍ في الثّباتِ
وفي شعرٍ تخلّدَ من يُباري
فذا حبرٌ تضوّعَ في دواةِ
فلا تصِفوا النساءَ بنقصِ عقلٍ
فما كنتم بغيرِ الأمّهاتِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق