الجمعة، 15 مايو 2020

طارق المحارب/أبو بكر الصديق

طارق المحارب ..
24/3/2020

أبو بكر الصّدّيق ..

طُيوبٌ على مرِّ الزَّمانِ تَناثَرُ
منَ القُدْمِ للعصرِ الحديثِ تُسافرُ

و ما هيَ منْ وردٍ ولكنَّ فوحَها
يفوقُ عبيرَ الوردِ والحُسْنُ آسرُ

بها يستريحُ القلبُ لو كانَ مُتعَباً
و قدْ أسهبتْ في الوصفِ فيها المحابرُ

تُضي ءُ سُطورَ الكونِ والكونُ مُظلِمٌ
و تسقي عَطاشى النُّورِ منها الدَّفاترُ

رجالٌ لهمْ في الأرضِ شأنٌ إذا جرى
يُسابقُ ماءَ الغيثِ فالغيثُ خاسِرُ

همُ منْ خيارِ النَّاسِ قلباً وسيرةً
إذا ما استغاثَ الحقُّ هبُّوا و ناصروا

وحينَ أتى للخلْقِ دينٌ مُبشِّرٌ
و عاداهُ منْ عادى اهتدَوْا ثمَّ آزروا

و أوَّلُ أصحابِ الرَّسولِ خليفةٌ
يْبايعُهُ صحبٌ و فيهمْ تشاورُ

غدا يسبقُ الأقرانَ نصراً لدعوةٍ
تمادى عليها القومُ و الخلْقُ كافرُ

أيا سيِّدي الصِّدِّيقَ يا فخرَ أمَّةٍ
و أوَّلَ ساداتٍ إلى الوحيِ هاجروا !!

بذلتَ منَ الأموالِ مالاً بكلِّهِ
على الدِّينِ إعلاءً و وَهْبُكَ عامرُ

و لمْ تُلهكَ الدُّنيا برزقٍ عنَ التُّقى
و غيرُكَ للدِّينارِ عبدٌ وذاخِرُ

و كمْ منْ جياعٍ منْ نداكَ تزوَّدوا
وكمْ أعتقتْ يُمناكَ عبداً يُحاصَرُ !!

تسلَّحتَ بالحُبِّ الإلهيِّ بُكرةً
و جُودُكَ موفورٌ وخيرُكَ سائرُ

تُدعِّمُ جيشاً بالعتادِ إذا سرى
على الخيلِ في دربٍ رعتهُ المخاطرُ

و مِثلُكَ جنديٌّ يُطيعُ أميرَهُ
فتُرسلُهُ كالجندِ تلكَ الأوامرُ

وما فيكَ طبعٌ للرِّئاسةِ طامِحٌ
إذا سادةٌ في القومِ في ذاكَ جاهروا

فهمُّكَ نصرُ الدِّينِ بالنَّفسِ فادياً
و بالمالِ والرَّأيِ الذي لا يُناظَرُ

أيا ثانيَ اثنينِ استراحا بغارِهمْ
و نعمَ الذي في الرَّوعِ خِلّاً يُجاورُ !!

تُخفِّفُ عنهُ الحزنَ واللهُ شاهدٌ
و ثغرُكَ بالتَّحنانِ و الحبِّ زاهرُ

تقولُ لهُ : صبراً فديتُكَ مهجتي
إذا ما أتتْ خيلٌ لثَورٍ تُحاصرُ

بقيتَ على عهدٍ لأحمدَ حافظاً
و جئتَ إلى عهدٍ جديدٍ تُباشِرُ

أمورَ الورى في يثربٍ حينَ بايعتْ
بأنصارِها حُبّاً و أثنى المُهاجِرُ

و رحتَ إلى الرِّدَّاتِ تسعى مُخارِباً
نفوساً بشقِّ الصَّفِّ راحتْ تُغامرُ

فأدَّبتَها بالسَّيفِ تجتثُّ كِبرَها
لكيْ تستبينَ الرُّشْدَ فيها البصائرُ

قسَوتَ إذا ما اللينُ أضحى مُؤرِّقاً
و لِنتَ على مَنْ فيهِ تصفو المشاعرُ

و قدْ شاهدتْ عيناكَ نصراً مُؤزَّراً
تناولَهُ بالشُّكرِ نثرٌ و شاعرُ

وشيَّدتَ بيتاً للخلافةِ قُدوةً
بعفوٍ وعدلٍ ردَّدتهُ الحناجرُ

ابا البَكرِ ما الدُّنيا بقاءٌ و إنَّما
بقاءُ الفتى ذِكرٌ غذتهُ المآثرُ

مضى الدَّهرُ بالأجسادِ لكنَّ روحَها
حدائقُ جنَّاتٍ و نعمَ المناظرُ !!

بقلمي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق