في يوم القدس
*************
*القدس تشتعل..
القدسُ تشتعل..
ونحنُ حولَ نارِها
في بردِ صمتِنا الشديدِ نرتَجف
وندَّعي بأنَّنا عشاقُها
وليتَنا بهجرِها في العشقِ نعترف
ريحُ الغزاةِ تجمعُ الحطب
ونحنُ من لهيبِ النارِ نقترب
من أجلِنا في البردِ لا من أجلها
ونُظهرُ الغضب ..
من حالةِ الجوِّ التي تزعجُنا
ومن عدوِّنا الذي اغتصب
قلادةً في جيدِ أمَّةِ العرب
وراحَ عن كَثَب
في القدس ساخراً من صمتِنا
بل هازئاً ودالعاً لسانَهُ
لأمةٍ مهزومةٍ كلامُها فيه العجب
وصمتُها فيه العَجَب..
القدسُ تشتعل..
من أجل أقصاها الذي قد أغلقتهُ
ريحُ الحقدِ في وجوهِنا
وحاصرت نساءَنا في قلبهِ
وأبعدت حراسَهُ عن دمعةٍ حزينةٍ
تنهَّدت على أعتابهِ
القدسُُ تشتعل..
ونحنُ في إسعافِها وربطِ جرحها
يا قومُ نختلف..
حتى على موضوع صمتِنا ونطقِنا
واللهِ نختلف..
القدس تشتعل..
ونحنُ مسطولونَ شاربونَ من
جرارِ صمتِنا
وكلُّ عاشقٍ فينا بخمرِ صمتِهِ ثَمِل
والعاشقون الهاجرونَ قلبُها
للآنَ لم يصدقوها الوعد..
لم يحضنوها للصدورِ بعد ..
يقالُ أنَّ قيسَها المتيَّمَ الفؤادِ في غرامِها
أدارَ ذاتَ ليلةٍ عصيبةٍ
على حبيبةِ الأشعارِ ظهرَهُ
لجمرِ قلبِها..
وقد بدا في موقفٍ مُذِل
مطأطئاً أشعارهُ
وصار بعدها في شعرِهِ مُقِل ..
القدسُ تشتعل..
ونحنُ في
طريقِنا الطويلِ نحوَ قلبِها
نمشي على ثلوجِ طقسِنا
وألفَ ألفَ قطعةٍ من الجليدِ ننتَعِل
القدسُ تشتعل..
ونحنُ كم نحبُّ أن نهبَّ كلُّنا
إلى أنقاذِها
لكنَّ حبَّنا واحسرتا !
في حربِ بعضِنا لبعضِنا
بسيفِ جهلِنا قُتِل ...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق