الأحد، 21 يناير 2018
قصيدة: " دكان ياسين" – شعر د. أحمد محمود – 8 -1- 2018 ذكريات في مخيم برج البراجنة في حارة ترشيحا تكثر أصوات المنجنيق يهيمن الصراخ، والزحام والزعيق من لحظة الصبح والشروق حتى الأصيل المسروق وإضاءات المساء المتقطعة بين الخط الدولي والاشتراك عبر آلاف شبكات الأسلاك تبعث النور والبريق وفي جوف العتمة تمعن بالاختراق فتصل إلى أعيننا وهي واهية النظرات والأحداق ياسين نموذج فلسطيني عريق لبائع فقير على قارعة الطريق طريق ترشيحا العتيق في لحظة الظهيرة واشتداد سويعات الحر والحريق تأتي قوافل المشاة من الشمال و الشرق تأتي مفعمة باللهفة والتشويق وياسين يطوقه أطفال مدارس الوطن الفلسطيني المشنوق فيبدو بينهم تائهاً كالبائع الغريق يضحكهم ويلاطفهم، والهم به وبهم يضيق ترى هل باع ببضعة دريهمات تسد الرمق؟! يمرح معهم كأنه أب أو شقيق ويغادر مكانه راضياً بما وهبه الله من رزق من بضعة قروش واهيات تبل الريق ياسين بائع للأطفال في زمن شحت فيه الأرزاق يبعيهم ترمس ناصع، رائع حلو الطعم والمذاق والجزر اللذيذ،الطيب، المشبع المسلوق ومنفوش أبيض مقرمش لا مثيل له في السوق وعند العصر في آخر النهار الراحل بلا صديق يترك مظلته ويسري في الطريق دون إقفال أو تغليق وإلى ديوانية أبو حديد يشده الشوق لممارسة لعبة الشدة والتحديق عله لبعض المكاسب والربح الواهي يحقق أو هدفاً يظن أنه يرى أو يصدق لعبة حرق الأعصاب والتمزيق لعبة النسيان وعدم التصديق هو مهجر راحل عن مخيم تل الزعتر المحروق تل التضحيات الكبار، والشهداء، والفداء والدم المهروق تل الزعتر المذبوح من العدو والرفيق تل النرجس، والياسمين، والعنبر والرحيق تل المذابح ، والنسيان، والدمار والحريق يغادر ياسين نقطة التواصل مع أطفال شعبه المسحوق وعيناه إلى فلسطين تشع باللمعان والبريق يحلم بالعودة إلى وطن العبير والزنبق وأرض الزعتر،والزيتون، واللوز والبرقوق بقلمي د. أحمد محمود
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق