يا مَعْشَرَ الغافِلِين
يَتساءَلُ العُقَلاءُ كَيْف أَنْتُم غافِلُون
يُحْكَى بَيْنَ الحُكَماءِ أنَّكُم مُغَفَّلُون
أمّا أنا قَرَأْتُ عَنْكُم أنَّكُم تَتَغافَلُون
خُدِّرْتُم بِأكاذيبٍ رَدَّدَها المُتَسَلِّطُون
إنَّكُم للرُّجولَةِ للشَّهامَةِ فاقدون
إنَّ الطُّوفانَ آتٍ وَ أنْتُم نائِمُون
إنْ حَلَّ بِكُم ماذا أنْتُم فاعِلُون؟
اِعْصارٌ أمامَكُم وَراءَكُم مُسْتَبِدُّون
كَيْفَ الذُّلَّ الهَوانَ تَقْبَلُون
مَعَ بَيْعِ الكَرامَةِ تَتَعايَشُون
لَكُمْ عُيونٌ بِها لا تَنْظُرُون
لَكُمْ آذان بِها لا تَسْمَعُون
كُلُّ المَصائِبِ على أبْوابِكُم
كُلُّ النّائِبات سَتَنْزِلُ عَلَيْكُم
اِنْسَلَخْتُمْ مِنْ كَنَف رُجولَتِكُم
الشّهامَةُ الأجْدَرُ بِها نِساؤُكُم
أما أدْرَكْتُم أما فَهِمْتُم!
الشَّرْقُ الغَرْبُ عَدُوُّكُم
يُكِنُّونَ البَغْضاءَ لَكُم
عَجَبٌ عُجابٌ أمْرُكُم
أَخِسَّةُ النَّفْسِ يَنْهَبونَ ثَرْوَتَكُم
أنا ذاك الطائِرُ لِلحُرِّيَةِ أناديكُم
أنا العَاشِقُ الوَلْهانُ لِكَرامَتِكُم
مِنْ غُصْنٍ إلى غُصْنٍ أُناشِدُكُم
الذَّودَ عَنْ حِياض أوْطانِكُم
البَحْثَ عَنْ دَواءٍ لِعِلاَّتِكُم
الدِّفاعَ عَنْ بَقايا أَكْواخِكُم
إنَّ الغُزاةَ راكِعينَ يُرِيدونَكُم
في الدَّهْرِ لا تَتَشابَهُ الأيَّام
و لا تَتَحَقَّقُ كُلُّ الأحْلام
يَعْبَثُ حِيناً طُولَ الأعْوام
قَدْ تَعْجُزُ مُسايَرَتَهُ الأقْلام
لِلتاريخِ دَوَرات دونَ الأرْقام
تَنْتَهي فيه ضَلالاتُ الأوْهام
يُنادي فيه لِإِقاَمَة الأحْكام
على المُسْتَبِدِّ مِنَ الحُكّام
لِيَرُدَّ لِلشُّعُوب عَظيمَ كَرامَتِهُم
عَظيمَ حُقوقِهِم عِزَّةَ نُفوسِهِم
سَطَعَتْ شَمْسُ الحُرِّية عَلَيهِم
لِتَحْرِقَ كُلَّ الطُّغاةِ و أَعْوانِهِم
طنجة 29/03/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق