الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

عائدة قباني/ وطني الحبيب

وطني الحبيب
"""""""""""""

فاضتْ عيوني إذْ ذكرتُ بلادي
كبدي لحرّى تصطلي ببعادي

قلبي منَ الأشواقِ ناراً يكتوي
قد حوّلتْهُ بحرّها لرمادِ

كم زارني طيفُ الحبيبةِ في الكرى
حُسناً تبدّى هامَ فيهِ فؤادي

هاجتْ شجوني من رؤاهُ وكيفَ لا
من غيرُها أُهدي لها إنْشادي

غنّيتُها لحناً جميلاً فانثنى
كلُّ الكلامِ كزينةِ الأعيادِ

كالياسمين تضوعُ فجراً بالشّذى
عطراً تسامى للنسيمِ تُهادي

شُغِفَتْ عقولُ بحبّها معشوقتي
سبتِ الفؤادَ فضاعَ عطرُ مدادي

كمْ راعني نأيٌ ومزّقَ مُهجتي
بُعدُ الحبيبةِ ربوَتي والوادي

ولكم جرعتُ المرّ في كأسِ الأسى
ورشفتُ دمعاً طالَ فيهِ سُهادي

لكأنني طفلٌ وفارقَ أمّهُ
مُتشتّتَ الأركانِ راحَ يُنادي

وطني الحبيبُ أيا نعيمي وجنّتي
أرضُ الأباةِ ومعقلُ الآسادِ

نهرٌ بقلبي كم رواني عزّةً
فغدوتُ من عزمي كما الأطوادِ

فنذرتُ روحي للفداءِ ومهجتي
وفديتُها أهلي كما أولادي

أوّاهُ يا سوراً تعالى للسّما
حضنَ الحبيبةَ ضمّها بعنادِ

يا ليتَ أني منك بعض حجارةٍ
ما قد جرعتُ مرارةَ الإبعادِ

عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق