السبت، 11 يوليو 2020

عاطف أبو بكر/قضاء طبريا

[قضاء طبريا]
قرىً مدمّرة لن تسقط من الذاكرة

تلكَ قرىً دمَّرها الطغيانْ

لم يُبْقِ بها إنسانٌ أو حيوانْ

وَأقاموا فوقَ تُرابِ قرانا بؤراً للإستيطانْ

طَمَسوا ،لكنْ ما قَدروا،طمْسَ البصَماتِ العربيّةِ فيها
لكنَّ عروبتها،ما زالَتْ تُنْبيءُ عنها،الأشجارُ،
هواءُ قُراها،وثَراها،حتّى ما ظلَّ منَ  الحيطانْ

ليس  غريباً  ذلكَ  عنهمْ،وجرائمهمْ 
لن  تُطْوى  يوماً  بمِلَفّاتِ  النسيانْ

وكما  كان  النصرُ  بحطِّينَ  على  العدوانْ

فلهُ  مهما طالَ  الوقتُ  أوانْ

كانتْ  حطِّينُ  المدْخلَ  لتحريرِ  القدسِ  وطَرْدِ
الغزواتِ  الغربيّةِ،  رافعةً  للتموِيهِ  الصُلْبانْ

كان  النصرُ  ،بُعَيْدَ  زمانٍ  طالَ ،بقلبِ  الميدانْ

ما  خرجوا  بمفاوضةٍ   ونوايا  طيِّبةٍ ،بل  بسيوفٍ
جرّدَها  أشجَعُ   فُرسانْ

مَنْ  ظنَّ   بأنَّ   المُحْتلَّ  سيرْحَلُ   بحوارٍ  ومفاوضةٍ،  وَهْمانْ

وَوَقائعُ  أعوامٍ  ضاعتَ ،بُرْهانْ

لم يرْحلْ   ذات  الخصمِ  طَواعيّاً  منْ  جارَتنا  لبنانْ

ولَنا  منْ  طَبَرِيَّا  وقُراها  دَرْسانْ

درْسُ  صلاحِ  الدينِ  بحطِّينٍ ،ورصاصاتٌ   في  الفاتحِ
منْ   كانونٍ   ،منْ  ينسى  تلكَ  وهذي  خسرانْ

فَلْنُكْمِلْ  ،ولْننْهَضْ  منْ  كَبْوَتنا،مثلَ  صلاحِ  الدينِ  الآنْ

لا  وقْتَ لتَجْريبٍ ،أو  للأوهامِ  الإذْعانْ

وٓلْنُشْعِلْ   ناراً  حارقةً  بكيانِ  قامَ  على  العدوانْ
---------
في  أحد  قُراها دخلَتْ   مجموعاتُ   الآرْجونِ  
الدمويّةِ للقريةَ  بلباسٍ  عربيٍّ ،وقتلتْ فيها
سبعينَ  منَ  السكّانْ(١)

أيضاً  في  أحدِ  قراها،في  الفاتحِ  من  كانونٍ
تمَّ عنِ   التجديدِ  لثورتنا  الإعلانْ(٢)

والأولى  مَسقَطُ  رأسِ  الدلكي  أوّلَ 
شهداءِ  الفاتحِ  منْ  كانونٍ  ،ومعهُ  كان
بتلكَ  العمليَّةِ   أربعةٌ  منْ   آلِ  الدلكي
الشجعانْ

وبإحْداها  وهِيَ الشجَرةُ  كان  استشهادُ 
أبا الطيِّبِ   شاعرنا  المعروفُ،،بِ سأحملُ 
روحي  على راحتي،،كذلكَ   مسقطُ  رأسِ
البوْصلةِ  الفنّانْ(٣)

ناجي  حنطلةُ  الإنسانْ

مَنْ  كان  يُؤشِّرُ  بالرِّيشةِ  نحوَ  الصحِّ  ولا  
يَخشى إلّا  الرحمنْ

ولذاكَ اغْتالوهُ ،ليدْفعَ  جرّاءَ  مواقفهِ أغْلى  الأثمانْ

لكنْ،حَيّاً   ظلَّ ،بذاكرةِ   الشرفاءِ   وفي  الوِجْدانْ

ومنها  الحِمَّةُ  ذات  الحمّـاماتِ   الإسْتشفائيَّةِ،وسمرا
والمجدلُ  ونَمْرينُ  وحدثا  أيضاً  لوبيّةُ  وسواها ،منْ
بلداتٍ  أعطَتْ  شهداءً  في  الماضي،ورجالاً  للثورةِ
بعدَ  الخامسِ  والستّينَ،يُشارُ  إليْهمْ  أدْواراً  بِبَنانْ

وتلكَ  قرىً   هُجِّرَ  مُعظمُ   أهْليها  لليرموكِ  بسوريَّا
أو عيْنِ   الحلوةِ  في  لبنانْ
-------------
طبرِيّا  بُنِيَتْ  بعدَ  الميلادِ  بأعوامٍ  عشرينْ

تقعُ   على  بحرةِ  ماءٍ  ،أخذَتْ  منها الإسمَ  وصارَتْ   
بعدَ  الفتحِ،المركزَ  لأجنادِ الأرْدُنِّ  وفلسطينْ

وعلى  أميالٍ   معدوداتٍ   منها  حطِّينْ

فيها   الضْرْبةُ   كانتْ  قاصمةً   لملوكِ  الغزوِ  الغَربِيّينْ

وَزوراً  كانَوا  يَتغَطّونَ   بإسْمِ  الدينْ

يتكَرّرُ  ذلكَ   ببلادي  ،والجوْهرُ  مَشروعٌ   استعماريٌّ
أوْجَدَهُ   قبْلَ   يهودِ  الشرقِ  أو ،الغربِ  ،الإستعماريٍّينْ

لكنّ  قياداتِ  المشروعِ   بمُعْظمهمْ   كانوا  علمانِيِّينَ   وفاشِيِّينْ

طبريّا  تربطُ   جزءاً  منْ   سوريّا   ببلادي،وبُحَيْرتُها   خزّانٌ   
مائيٌ   فيهِ   يصُبٌّ   الأرْدُنّْ،أطولَ   نهْرٍ  بفلسطينْ

لكنّ   الأعداءَ   لصوصٌ   للماءِ  ،كما  الآثارُ،التاريخُ،الأرضُ
إلى  آخرهِ،فعلى  كلِّ   مصادرهِ  في ضِفّتنا  يستَوْلونْ

معَ   خصْمٍ   تدميريٍّ   أسْوأُ   منْ  نِيرونْ

كيفَ  الحلُّ   يكونْ

بَهْلولٌ،،منْ  يعتقُدُ   بأنّ   سلاماً   معهمْ   بالإمْكانْ
وأقولُ  لهُ   فعْلاً   سوفَ  يكونْ،حينَ   ترونَ 
الأفعى  تتعايَشُ   في  عُشٍّ   معَ   حَسُّونْ

فكفى   يا   بعضَ  الناسِ   جُنونْ
-----
ساحةُ  المَيْدانِ  في حطِّينَ  أعْلَتْنا  على  كلِّ  الأمَمْ

كلُّ   جيْشٍ   جاءَ   منْ   خلْفِ   البحارِ   ليَبْقى 
ها  هنا،في  الشرق   دهراً  يوْمَها،رَفعَ   الراياتِ
بيضاً   وَانْهَزَمْ   

كلُّها  التيجانُ   صارَتْ   يوْمَها   تحتَ   القدَمْ

فانْظروها  ،كيفَ   في   القيْدِ   تُعاني،منْ   عذابٍ   أوْ  ألَمْ

وعلى  ذاكَ   الثرى   المجْبولِ   بالدَّمِ   الطهورْ
دَقَّ   أعداءُ   الحياةِ  ،فوقَ   حطّينَ  العَلَمْ
-----------------------------------------------------
قرىً قضاء طبريا المدمرة وعددها(٢٦):-
حطّينٌ  والحمَّةُ والدلهميّةُ والشجرةُ وياقوقُ والطابغةُ وعُولَمُ  
وكفرُ سبْتٍ  وَغورُ شوشةَ والمجدلُ  ومَعدرُ وناصرُالدينِ ونَمرينُ 
والنقيبُ والعُبيْديّةُ وعربُ المنارةِ وسمراوحدثا ولوبيهْ،،
طبريا:فتحها القائد العربي المسلم شرحبيل ابن حسنه
عام ٦٣٤م
(١)هي قرية ناصر الدين،قرية الشهيد الاول احمد موسى
(٢)هي عيلبون حيث اول عملية ليلة١٩٦٥/١/١م
(٣)ابو الطيب،،هو الشهيد عبدالرحيم محمود
والفنّان،،هو الشهيد ناجي العلي٠٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق