السبت، 5 أكتوبر 2019
........................................ رَغيفُ البَخيلِ ......................................... ..... اللشاعر ...... ....... محمد عبد القادر زعرورة .... تَزَوجتُ البَخيلَ وَعَشتُ في شُحٍّ وفي عُسرِ وَنِمتُ فَوقَ أكداسٍ مِنَ الغَمِّ مِنَ الفَقرِ إذا طَلَبتُ رَغيفَ الخُبزِ يا وَيلي وَيا قَهري لِأنَّ الخُبزَ تَرفيهٌ أَلَيسَ الخُبزُ كَالعِطرِ وَنَأكُلُ بُرغُلاً مَثَلاً يَقولُ تَأكُلي مَهري أَلَيسَ البُرغُلُ المَسلوقُ أَوفَرُ لي أَيا بَدري أَمِ التَّبذيرُ وَالخُسرانُ يَحلو إلَيكِ يا عُمري رَغيفُ الخُبزِ مَغموسَاً فَذلكَ كاسِرُ الظَّهرِ وَكَأسُ الشَّايِ بِالسُّكَّرِ فَذلِكَ قاصِفُ العُمرِ إذا خَرَجَ مِنَ الدَّارِ يَخرُجُ حافِياً يَجري عَلى الدَّربِ بِلا نَعلٍ لِأنَّ الدَّربَ قد يَهري وَإن أطلُبُ حِذاءً لي يُحَوِّلُني عَلى ظَهري بَخيلٌ قَد بُليتُ بِهِ بَخيلٌ مُحدَثٌ عَصري قَبلَ الطَّعامِ وَبَعدَهُ يَقيسُني طُولي وَخَصري يَبكي علىَ الرَّغيفِ بُكاءَ مُوَدِّعٍ قَسري يَبكي عَلَيهِ مُنتَحِباً وَيَندِبُ حَظَّهُ بَدري قَبلَ الطَّعامِ بِساعَةٍ يَبكيهِ يَصيحُ يا عُمري إنَّ الفُراقَ مُصيبَةٌ كُبرىَ وَقاصِمَةُ الظَّهرِ لو تَدري كَم شَقيتُ لِلحُصولِ عَلَيكَ لَو تَدري يا رَغيفي كَم شَقيتُ مِن الفَجرِ إلى العَصرِ وَفُراقُكَ اليَومَ رَهيبٌ لَيتَني آكُلُ مَهري ضَحِكَ الرَغيفُ مُقَهقِهاً دَعني يا صَاحِبي أجري وَبَكَىَ عَلىَ أسرٍ لَهُ يَكادُ يَقتُلُني حَجري أطلِق سَراحي بُرهَةً آتيكَ عَشراً بِعَشرِ تَرَكَ البَخيلُ رَغيفَهُ طَمَعاً بَعَشرٍ وَعَشرِ هَرَبَ الرَّغيفُ مُقَهقِهاً لَقَد نَجَوتُ مِنَ الأسرِ وَلن أعودَ لِمِثلِكَ مَدىَ عُمري مَدَى دَهري سَقَطَ البَخيلُ لِحُزنِهِ بِلا نَفَسٍ على الظَّهرِ .......................... ..... الشاعر ..... ....... محمد عبد القادر زعرورة .... ظَهري : اهلي والدي ..... مَهري : ما يَهري المَعِدةَ كالسُّم مثلاً حَجري : سَجني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق